قراءة في كتاب : قوانين النهضة : القانون الأول

أقرأ الآن هذا الكتاب و لسوف أضع كل فصل ملخص عن أفكاره و بعض التعليقات بإذن الله .
الكتاب جميل جداً ... يكمن جماله في حاجته و ملائمته لأحداث العصر و الحلول التي يقدمها قد نخرج من وهدتنا و ننطلق للنهضة التي هي هدفنا النهائي في هذا المنتدى .

المقدمة:

تتحدث عن أهمية معرفة قوانين النهضة و قوانين الكون التي تسير وفقها حركة الإنسان عب الماضي والحاضر والمستقبل.
فمن رحمة الله عزوجل أن سن لنا هذه القوانين حتى نبني وفق أسس واضحة و لا نقع في العبثية أو الفوضى.

ولابد للقائد و العامل من أجل النهضة من معرفة هذه القوانين فهي أدوات عمله و تحركه نحو النهضة.

القانون الأول : الفكرة المركزية :
----------------------------

الفكرة المركزية : عبارة عن مجموعة المبادئ العامة التي تعتمدها الدولة أو الدعوة أو الحركة، أو هي المبدأ الذي تعتنقه الدولة و تنظم حياتها تبعاً لتعاليمه.

مثلاً الغرب فكرتهم المركزية تقوم على الليبرالية التي جوهرها يؤثر مصلحة الفرد على الدولة والمجتمع ، و يعتبر الدولة غولاً يستقطع حقوق الأفراد لذلك يجب حماية الفرد منه. أما الشيوعية فتقوم فكرتها المركزية على إيثار مصلحة الدولة والجماعة على الفرد بحجة حماية مصالح العمال . أما الإسلام فيقوم على فكرة التوازن بين الفرد والدولة.

مواصفات الفكرة المركزية :

1- تتجسد في أيدلوجيا قادرة على صبغ كل مجالات الدولة بها.
2- قادرة على التعامل مع المتغيرات المستمرة.
3- مركبة بحيث لا يفهمها بدقائقها عامة الناس بسهولة، قلا يلم بها إلماماً جيداً إلا المثقفون وقادة الرأي.

فهي مجموعة المسلمات والعقائد التي يبنى عليها نظام القيم و يصطبغ بها نظام المجتمع.

تتكون من :
جزء صلب : وهي الذي يعطي الوصف للفكرة.
جزء مرن : و هو الذي يستجيب لاحتياجات كل مجتمع .
فالفكرة المركزية الإسلامية تتمثل بأركانها الستة ( جزء صلب)، و الجزء المرن ما تركه الشارع و سمح فيه بالاجتهاد ..

و كلما كانت الفكرة المركزية لعملية التغيير متفقة مع المنظومة القيمية في المجتمع المراد تغييره كانت عملية التغيير أسرع و أنجح.

الفكرة المحفزة :
------------

جوهرها وجود قضية محورية تمس حياة الناس مباشرة. وهي المحور الذي يتم التركيز عليه لاستقطاب الناس من خلال مخاطبة المعاني الدفينة وطرح القضية المحسوسة التي تقع في مجال الفرد العادي و يرى دوره واضحاً وحاجته ماسة إليها.

الفكرة المركزية ليست كافية لتحريك كافة الشرائح العظمى من الجماهير بل لابد أن يصحبها فكرة محفزة من صلب الفكرة المركزية.

مواصفات الفكرة المحفزة :

1- مستقاة من الفكرة المركزية.
2- غير مركبة و تستوعبها الجماهير.
3- تتعلق بصورة مباشرة بقضايا الناس.

ماذا لو غابت الفكرة المحفزة ؟؟؟؟

إن غابت عن أعين الجماهير والأنصار فإنهم يتفلتون وينفضون و يسأمون . فالفكرة المركزية ليست في حد ذاتها كفيلة بالحفاظ على جماس الجموع المحتشدة.
إن من أخطر الأخطاء هي الاعتماد على الفكرة المركزية في حشد الجماهير دون اختيار الفكرة المحفزة التي تضمن استمرار الحشد و تعطي للعمل اليومي معناه .

من مستلزمات معرفتنا بهذا القانون :
معرفة الاسلام كمنظومة متكاملة و فكرة مركزية تصبغ كل شؤون الحياة.
تحديد الفكرة المحفزة لجموع الأمة لحشدعم من أجل عملية التغيير ونهضة مجتمعاتهم .
الاستفادة من تحديات الأمة الثلاث : الاستعمار والتخلف والفرقة فيانتقاء الفكرة المحفزة.
عدم اختيار فكرة مركزية من خارج ثقافة المجتمع ( مثلاً محاولة استنبتات الليبرالية في بلاد الإسلام)
عدم اختيار فكرة محفزة لا تتعلق باحتياجات الجماهير و تتطلعاتهم المحسوسة.

---------------------------------------------------------------
رابط الكتاب الكترونياً :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

بهذا القانون فهمت الآن قلة من يهتم بالمبادئ و صوغها و تفاصيلها .. كان أحياناَ ينتابني اليأس .. لكني فهمت الآن النسبة التي يهمها القيم .. و يهمها هدف هذا المنتدى ...
لذلك لن أيأس إن لم يناقش هذا الكتاب إلا القلة القليلة ... فهذا يتفق مع معنى هذا القانون ..
أما إذا أردنا أن يدخل هذا المنتدى عدد أكبر فيجب أن نطلق شعارات تروق و تمس حاجات الناس و بسيطة وواضحة.

جميل جداً إلا أنه لدي تحفظ على مواصفات الفكرة المركزية عندما قيل بأنها يجب أن تكون :
مركبة بحيث لا يفهمها بدقائقها عامة الناس بسهولة، قلا يلم بها إلماماً جيداً إلا المثقفون وقادة الرأي

فهل الاسلام باعتباره فكرة مركزية لا يفهمه عامة الناس وينحصر الالمام به بالمثقفون وقادة الرأي ؟؟

المقصود أن الإسلام بشرائعه و أحكامه الشاملة للحياة ، وفقه العبادات و المعاملات وطرق الاجتهاد والتشريع و أحكامه لا يمكن أن يحيط بها الإنسان العادي ..
فنذكر مثلاً قصة الأعرابي الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : كثرت علي شرائع الإسلام دلني على أمر إذا فعلته دخلت الجنة ....
هذا مثال على عامة الناس ... الذين يهمهم أن تقول لهم ما يمس حاجاتهم المعيشية .. و هذا واقع نجده فيمن حولنا ...
معرفتنا بهذا الواقع و طبائع النفوس يهمنا في خطابنا لهم حتى نستطيع التواصل معهم وإيصال فكرتنا وفق اهتماماتهم و لغتهم التي يفهموها .. كما قال عليه السلام : خاطبوا الناس على قدر عقولهم .
لذلك عندما يخاطب الداعي الناس المثقفين سيختلف حتماً عندما يخاطب إنسان الشارع الذي همه رزقه و عياله و سكنه.
معرفتنا بذلك يحعلنا نهتم بتنويع الخطاب وفق أصناف الناس

قرأت أن محمد علي باشا، كان أول من تحدث عن مصر الحديثة ونهضتها، كان لديه حلم أن تنهض مصر فوضع خطة وقام باختيار المتميزين من خريجي الجامعات ومنحهم بعثات خارج مصر ليتعلموا ما تحتاجه مصر في هذا الوقت. على سبيل المثال: التعليم والاقتصاد و..... وعندما رجعوا إلى مصر، قام بتولية كل منهم على الجزء المتخصص فيه ليكون هو المسؤول عنه. وكانت النتائج مذهلة ولكن النتائج كانت جزئية ولم تحدث نهضة في مصر أو البلدان الأخرى... فقد قام بعمل خطأ كبير أثناء وضع الخطة، وهو أنه ظن أن من يريد النهضة هم المثقفين والنهضويين وخريجي الجامعات فقط فركز عليهم ولم يهتم لباقي الشعب. ومنذ ذاك الوقت، انقسمت مصر إلى شعبين، شعب يريد أن ينهض وشعب لا يريد إلا أن يأكل ويشرب ينتظر النهضة ممن هم أهل لها وظلت الفجوة تكبر ولم تؤت نهضته ثمارها على المدى البعيد بالرغم من خلق الحوافز فالهدف المركزي لم يكن واضحاً وجليّ
فما قصدته أن ترسيخ عدم وضوح الفكرة المركزية للعامة ووصفها بالمركبة وقصرها على فئة المثقفين قد يؤدي الى انقسام المجتمع إلى فئتين ..فئة النهضويين وفئة تتنتظر من ينهض بها لقناعتها بعدم قدرتها على ادراك الجوانب الكلية للنهضة بالرغم من وجود الحوافز ...
فالفكرة المركزية يجب أن تكون واضحة جلية يساعد كل شخص فيها بقدر استطاعته قكل منا مسؤول عن الأرض وعمارتها (اعملوا فكل ميسر لما خلق له)
فلو نظرنا الى القادة والعظماء والنهضويين لن نجد شخصاً ناجحاً في كل مجالات الحياة لذا لابد لأهداف الاصلاح أن تكون دائماً واضحة وواسعة ومتعددة حتى يجد اي مسلم المجال الذي يلائم امكانته وظروفه وهذا يفتح مجالات الاصلاح بشكل مثمر وفعال وهنا يأتي دور النهضويين ودور الفكرة المحفزة بتوضيح الرؤيا للعامة وخلق الحافز للتفاعل مع الفكرة المركزية بشكل فعال و ذلك بحسن التواصل ومعرفة امكانياتهم وقدراتهم وتوجيهاها
فها هو النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى أمة أمية، فماذا فعل؟ وضع نصب أعينهم القضية والهدف بشكل واضح وخلق لهم الحافز ليتبنوا تلك القضية فهو يحتاج إليهم ليساعدوه ولا يستطيع أن ينهض إلا بمساعدتهم. النبي أتي من الجذر أشعر الجميع بأنهم شركاء في الرسالة...فهو لم يبني لهم عشوائية بعيدة وقال لهم أن يذهبوا إليها، لا، هم أحبائه ويجب أن يكونو بجواره لأنهم جزء من مشروعه واستعان بالجميع وتعاون معهم لبناء النهضة ولم يقوم بعمل فجوة بينهم فكان النبي يريد الناس أن تلتحم وكل منهم يشعر بمسؤوليته فكل منهم جزء من مشروع نهضته

ما ذكر صحيح .. كلا الرأيين صحيح ..
على ماأظن الكاتب لم يقصد أن الفكرة المركزية تكون غير مفهومة إلا أن عامة الناس لا يستطيعون الإحاطة بكل تفاصيلها وجزئياتها ..
فهي واضحة و لكنها متشعبة ..

فطبيعي أن الإسلام واضح في فكرته و لكن شرائعه وأفكاره المتشعبة في محتلف الفروع لا يقدر على الإحاطة بها إلا المتخصصون ...
و ما قام به محمدعلي طبعاً خاطئ
فليس المقصود أن نهتم بالفئة المثقفة والعالمة والمتخصصة ونحاطبها فقط .. و لكن هذه الفئة تحب أن نخاطبها بعمق و شمولية .. و الإسلام يمتلك ذلك
أما الفئة الأقل تعلماً فنخاطبها و لكن نبسط الفكرة و تكون أقرب إلى اهتماماتها .. و هذه الفئة أصلاً لا تملك الصبر للدخول بالتفاصيل ...( بدها من الآخر ..كما يقولون)
هذا الرأي
و شكراً للنقاش الجميل ...