حقيقة الروضة (2)

من طرف نور الثلاثاء مارس 27, 2012 12:00 am

حقيقة
الروضة (2)

حلق الطائر مسرعاً.. لم يكن
يرى سوى أرض الأحلام .. وفي لحظة.. وهو
يطير شيء ما في داخله ذكّره بالروضة .. مدّ يده إلى صدره .. كان صدره فارغاً..
تحسس مكان قلبه ..

فوجد هواء .. فؤاده صار
هواء!!

ندبة الجرح الكبيرة كانت
ماتزال ندية .. بادية لكل ذي عين وخبرة بتصاريف الناس والحياة.. أخرج الشحرور يده
من صدره.. رسمت ابتسامة أمل صغيرة على وجهه.. وكلّم نفسه : هكذا أفضل.. جرح يبرأ
مع الأيام .. خير من قرب الروضة الذي كاد يقضي عليّ..

مرّ الشحرور فوق روضات كثيرة
.. كل واحدة كانت تزدان بجمال أخاذ وفتنة مميزة .. كلها كانت تذكره بالروضة الأولى
وفي كل مرة كان يفتح صدره ويتلمس فؤاده فيطمئنه الهواء وتباركه الندبة .. مامن قلب
في داخلك فاطمئن.. لن تخدعك بعد اليوم روضة ولن تسحرك .. لن تصدق تزييف وكذب
الكاذبين بعد اليوم..

استمر الطائر في طيرانه وهو
سعيد بخواء صدره.. طال طيرانه وتذكر أن الطريق طويلة جداً .. دمعت عينه وقال : اشتقتُ
لأرض الأحلام !! ولكن كيف أشتاق وأنا بدون !!! مدّ يده إلى صدره توقع
الندبة والفراغ المعتاد!! فوجئ بقلب جديد يفيض حباً وشوقاً لأرض الأحلام وأهلها ..

كُتب على هذا
القلب : وقْفٌ لأرض الأحلام !

نور الموصلي

من طرف رشا الحلاّق الثلاثاء مارس 27, 2012 5:41 am

على فكرة... لن يبرَأ الجرح مهما طالَ الزّمن
شكراً لأنّك تحاولين دائماً تعليمي أن يكون قلبي وقفاً لمكانٍ واحد.
Smile

من طرف **نورا** الأربعاء مارس 28, 2012 1:46 am

سلمت يداك ...تشبيه جميل
من أجمل ما قرأت في الحب أعتقد أنه للإمام الشافعي يقول: اعلم!... أن محبة ماسواه تعالى على وجهين
وجهٍِ ينزل من علوٍ، أي يحب الله فبحبّهِ يُحب من يُحبّهُ الله، فهذه المحبة لاتُنقصُ من محبة الله بل تزيدها.

والوجه الثاني: يَعرُج من سُفلٍ، أي يحب الوسائل، فيتدرج في محبتها ليتوسل الى محبة الله، فهذه المحبة تتفرق، وقد تصادف وسيلة قوية فتقطع عليها الطريق فتهلكها، وإن وصلت.. وصلت بنقصان

جميل جداً أن يقف الشخص منا ليراجع مشوار حياته يقيم فيها الجيد والسيئ من السلوك والأفكار..
فأرض الأحلام كما سميتها تستحق منا أن نوليها هذا الجهد والاهتمام تحتاج منا أن نقف بعد كل محطة من رحلتنا في هذه الحياة لتقييم النتائج من مغنم ومغرم ولمراجعة الهدف والنية ولتثبيت الفؤاد الذي قد يضطرب من سرعة وقوة وفتن تلك الحياة المائجة خشية أن يلفه ثوب الغفلة، خاصة وأن معظمنا يرهب مواجهة النفس، ومراجعة المبدأ، وتغيير السلوك والعادة ويلقي باللوم على من حوله.
فطريق العودة إلى جادة الطريق المستقيم لن يكون إلا بتلك النظرة الموجّهة إلى الداخل، تلك النظرة الصارمة الحازمة البعيدة عن الهوى والتي لا تلين لسعادة زائلة خاطفة، ولا تغضّ الطرف عن مكسب سريع لا يتوافق مع فطرتها.

أسأل الله أن يطهر قلوبنا من كل الشوائب والعلائق الضارة..وأن يرزقنا قلوباً حية تنبض بحبه جلّ وعلا... فتفيض حباً له ولمن أحبه ولكل عمل ييقربنا إلى حبه

من طرف **Admin** الأربعاء مارس 28, 2012 5:01 am

تفصيل جميل .. يميز الأمر و يوضحه ...

كما أن وضوح الهدف ينجي صاحبه و يعود به إلى الطريق الموصل لأرض الأحلام كماقلتي ..
و قد أعطانا الله قلباً كي نتجه إليه بواسطته ، فهو الحبيب الأول والأخير ... قد يمر الإنسان بتجربة الحب في الله ليذوق معاني الحب و ليزداد يقيناً أنه لن يكفيه إلا الله ... فهو الحبيب الذي لايفارقك.

جزيتم خيراً ..
النقاش بموضوعية يثري العقل و يسدد الخطا

من طرف نور الخميس مارس 29, 2012 12:13 am

Admin كتب:تفصيل جميل .. يميز الأمر و يوضحه ...

كما أن وضوح الهدف ينجي صاحبه و يعود به إلى الطريق الموصل لأرض الأحلام كماقلتي ..
و قد أعطانا الله قلباً كي نتجه إليه بواسطته ، فهو الحبيب الأول والأخير ... قد يمر الإنسان بتجربة الحب في الله ليذوق معاني الحب و ليزداد يقيناً أنه لن يكفيه إلا الله ... فهو الحبيب الذي لايفارقك.

جزيتم خيراً ..
النقاش بموضوعية يثري العقل و يسدد الخطا

شكرا جزيلا
أحببت فقط أن أنوه لفكرة : الروضة 1 و الروضة 2 نزلتا على المنتدى في نفس الوقت .. المقصود أنه من المعلوم علم اليقين أن الإنسان لن يصل بلا قلب ولكني شعرت بضرورة إنهاء القصة الأولى بهذا الكم الكبير من الألم لأن المحبين الصادقين يصعب عليهم إخراج الأحبة من قلوبهم فلا دواء لهم سواء اقتلاع قلوبهم ليتخلصوا من القلب ومن فيه..رغم الإيلام الشديد والجرح العميق الذي يخلفه استئصال القلب.. فالمحب الصادق يفضل أن يخلع قلبه ويمزقه إربا وألا تمس خد من يحب نسمة تزعجه ..
الهدف من هذا المشهد المؤلم أن يعيد كل محب حساباته قبل الوغول في حب أي شخص أو أي شيء كان لكي لا يحصل له ما حصل للشحرور..
ومن ثم أحببت أن أنوه في الروضة2 إلى أن القلب سينبت من جديد لكي لا يفقد الأمل من كان حاله كحال الشحرور لأن القلب هو جناح الوصول الوحيدلا نصل إلابه شرط أن يكون وقفاً للحبيب الذي ليس كمثله حبيب
فالفصل بين النصين مقصود
شكراً لك

من طرف نور الخميس مارس 29, 2012 12:18 am

رشا الحلاّق كتب:على فكرة... لن يبرَأ الجرح مهما طالَ الزّمن
شكراً لأنّك تحاولين دائماً تعليمي أن يكون قلبي وقفاً لمكانٍ واحد.

إذا زعم أحدهم أن الجرح يبرأ بسهولة فلا تصدقيه
ولكن كما يقولون : رب ضارة نافعة ..
لأن شفاء الندبة تماما قد ينسي المرء جرحه ويجعله عرضة للوقوع من جديد

من طرف رشا الحلاّق الخميس مارس 29, 2012 1:32 am

اي والله .... صدقتِ نور Smile

من طرف **Admin** الخميس مارس 29, 2012 2:30 am

الجواب الفصل برأيي ما قالته نورا :

نورا كتب:
من أجمل ما قرأت في الحب أعتقد أنه للإمام الشافعي يقول: اعلم!... أن محبة ماسواه تعالى على وجهين
[color=indigo]وجهٍِ ينزل من علوٍ، أي يحب الله فبحبّهِ يُحب من يُحبّهُ الله، فهذه المحبة لاتُنقصُ من محبة الله بل تزيدها.
والوجه الثاني: يَعرُج من سُفلٍ، أي يحب الوسائل، فيتدرج في محبتها ليتوسل الى محبة الله، فهذه المحبة تتفرق، وقد تصادف وسيلة قوية فتقطع عليها الطريق فتهلكها، وإن وصلت.. وصلت بنقصان

لأن المحبة في الله لا تؤلم ... و كل ألم ينشأ هو نتيجة مطالبة هذا الشخص بحظوظ نفسه في هذا الحب .. أما المحبة في الله فتعني بلا مطالب نفسية ...
و هذا رأي أهل السلوك ... و اسألوا أهل الذكر ....

من طرف **Admin** الخميس مارس 29, 2012 9:08 pm

يقول د. راتب النابلسي :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْل طعم الطمأنينة، إلا إذا أطعتَ الله عزّ وجل.

قال بعضهم: احذروا الله فإنه غيور لا يُحب أن يرى في قلبِ عبده سِواه، القلب منظر الربّ، لا يُحب الله عزّ وجل أن يراك ملتفتاً إلى سواه عندئذٍ كيفَ يعالجك..؟.. يجعل الأذى عن طريق هذا الإنسان الذي التفتَ إليه. يؤكدُ هذا قولَ النبي عليه الصلاة والسلام:
(( لو كنتُ متخذاً من العِبادِ خليلاً لكانَ أبو بكرٍ خليلي ولكن أخٌ وصاحبٌ في الله ))
قال: من غيرته جلَّ جلاله أنَّ صفيّه آدم لمّا ساكنَ بقلبه الجنة وحرصَ على الخلودِ بها أخرجه منها، وأنَّ إبراهيم خليله لمّا أخذَ إسماعيل شُعبةً من قلبه أمره بذبحه.. طبعاً هذا حال الأنبياء.. أما أنت إن تعلقت بشيء تعلقاً شديداً ينكسر، الإنسان يتعلق بشيء يزهو به.. فيرتكب غلطة كبيرة فتجده يَصغُر.
الله غيور الشِرك عِنده ذنب عظيم، لأنك اتجهت لغير الله عزّ وجل.. إذا لم تتجه لغيره ولكن علاقتك معه فترت... تأتي مشكلة..لأن الله عزّ وجل يُحب أن يسمعَ صوتَ عبده اللهفان، ناجيه مختاراً قبلَ أن تناجيه مضطراً.

من طرف رشا الحلاّق الجمعة مارس 30, 2012 5:21 am

كلامٌ صحيحٌ 100% إن تعلّق المرء بشيء دنيويّ أكثر من الحدّ سُلِبَ منه ذلكَ الشّيء, الحقيقة واضحة لكنّ تطبيقها العمليّ فيه مجاهدةٌ كبيرة, هي شعرةٌ دقيقة بينَ الشّعور بمحبّة شخص وجعل الهدف الأسمى نصب العينين, وبينَ التّعلّق بالشّخصِ لشخصه ونسيان الهدف
0 مثلما قالت نورا سابقاً _ من الأعلى لا من الأدنى _ )
شكراً جزيلاً
عُذراً يبدو أننّي ضغطتُ زرّاً خاطئاً في المساهمة السّابقة Sad

حقيقة الروضة (2)

حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)

رد: حقيقة الروضة (2)