خواطر مع النبيين وتأخر الموعد

تسللت بخاطري إلى جبل الطور .. فلفحتني نسيمات الصحراء الباردة و صوت يشعرك بالقشعريرة إذ لا صوت و لا إنس هناك ...
هناك التمس سيدنا موسى عند جبل ضوءاً عساه يجد ما يدفئ بها عظام من يعولهم ..
لم يتوقع ما حدث معه .. إنه ينتظره منذ زمن بعيد ... لكن النوازل المتوالية ماكانت لتشير إلى انقضاء الغمة و الوصل بالعلي القدير...
ثم استرقت النظر جنوباً .. إلى حيث سيدنا يوسف .. سنوات من السجن لإنسان رأى رؤية تكريم و تشريف لقدره .. فسرها ابوه النبي ..فحاءت الأحداث خلافاً لما رأى ... سنوات عجاف طويلة ... اتخذ الأسباب .. لكن الفرج جاء من دون أن يتوقعه. جاء من أمر إلهي، أرى فرعون مصر ما طاق أحد على تفسيرها .. ثم تذكر صديقه الذي نسي النبي في سجنه .. ودائماً هي الحياة ... تشغل الخلان و الأصحاب في ذاتهم وعيشهم .
جاء الفرج من دون أن يتوقعه .. أمر غريب لا يتخيله إنسان ... أن ينقلب السجين ملكاً و من فقد حريته غدا متصرفاً بالأمور والرقاب.
ثم نظرت عبر البحر فتذكرت قصة سيدنا يونس الذي ذهباً يائساً من مجتمعه الذي ظل يدعوه و يتحاور معه زمناً طويلاً من دون فائدة ... يئس و انسحب .... فابتلعه الحوت ... مرسلاً له رسالة عتاب من ربه ... فهمها فوراً فاستغفر ... فعاد عليه ربه .. و أعانه على قومه فاهتدوا .. ليعلمنا أن الهداية بيده وحده ... و ما نقوم به إنما هزّ لجذع الشجرة .. لكن هذه الهزة ليست الكفيلة بانزال الثمر .. إلا أنها بقدرة الله تصبح كذلك .
مع هذه القصص ..... لايجب أن يعترينا اليأس من هذا الوضع ... فلسنا نحن من نغير الباطل إلى حق .. و لا الفساد إلى اصلاح... نحن نسعى لكن النتائج بيده .. و إذا تسلل الياس إلى داخلنا استحقينا عقاب من الله ، كما استحق نبيه يونس ... لماذا ؟
لأنه عندما اعترانا اليأس ظننا أننا نحن اليد الفاعلة .. فلما لم تفلح ركنا إلى اليأس ...
لو عرفنا الله كما أرادنا أن نعرفه من هذه القصص ، لما استسلمنا أبداً ... لأننا بكل بساطة نؤجر على عملنا المخلص و أن نقدمه باتقان واخلاص .. بغض النظر عن النتيجة ...
فالنتائح بيده ... و أمره كن فيكون ... و يبطئ النصر ليميز الخبيث من الطيب ... و يستطيل الفساد والكفر ليفتن من في قلبه زيغ .. و يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ... و العاقبة للمتقين .

جزاك الله خيرا

جميل جدا أمره بين الكاف و النون و نحن نعلم علم اليقين ذلك و لكن الحياة أحيان اما تلبث إلا أن تجعلنا نظن أننا نحن اليد الفاعلة و ذلك وفق تلك المعايير الغربية المتمثلة بالحلم الأميركي الذي يقدس الإنسان و المادة و يستهزئ بالقدر ...

كانت تلك الطامة الكبرى عندما تحول قسم من المسلمين من الفهم الصحيح للدين و نبذوا الأسباب من جهة أو تحول قسم آخر لنبذ الدين و منطلقاته و اعتناق العولمة من جهة أخرى

جزيتِ خيراً ..أسأل الله أن يعيننا على تدبر القرآن وفهمه الفهم الصيحيح وأن لا يقصر أفهامنا على تلاوة ألفاظه دون العمل بها

أعجبني الخيال والوصف الدقيق وللحظة شعرت أني مع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ... وأعجبني هذا الربط فيما بينهم
جزيت خيراً ولازال قلمك سيالاً بكل نافع منير

رائعٌ هو التّفكّر في قصص الأنبياء والعبَر منها... إسقاطاتٌ جميلة... فعلاً النّصر يتأخّر ليميزَ الله الخبيثَ من الطّيّبِ.
جزاكِ الله كلّ خيرٍ وجعلَنا من (الطّيّب).

أحب أن أنوه حتى تستكمل المعاني ..

نتخذ الأسباب و نتقن الصنعة ونقدم كامل الجهد و نتيقن أن النتائج بيد الله ... فلا نيأس و لكن في الوقت نفسه .. عندما نفشل أو تأتي النتائج ليست كما هي متوقعة نعود فنراجع حساباتنا لنتعلم من الأخطاء حتى لا نقع فيها مرة أخرى .. من غير يأس أو جلد للنفس يوصل إلى الاحباط .