لم يسبق لي أن قابلت ملك

من طرف **Admin** السبت يناير 04, 2014 1:24 am

لم يسبق لي أن قابلت الملوك أو تشرّفت جوارحي بالمثول أمام عظيم... إلا أن هذا الشعور تملكني عندما شخص بصري نحو روضتك ومقامك الكريم..
هناك ...حيث تقازمت أمامك يا سيدي جميع قصور الدنيا. و بهت بريق الذهب والأحجار الكريمة.. بل تضاءل كل شيء.. كل شيء.

أنا من زمن يا سيدي شتته الأهواء، و كثرت به الخطوب، واختلط به الحجر الأصيل بالزائف.
أنا من عصر يا سيدي أتعبني كثرة ألوانه، وتضارب أشكاله، وضجيج صوته، و كثرة المنادين على رؤوس الطرق والميادين...
فظللت أركض حتى أتعبني المسير، وصرت ألهث هنا وهناك... لا أدري على ماذا أبحث !
حتى أدركني الكدّ والملل ... فأخذت أبحث عن شيء صافٍ في نفسي، يريح القلب المتعب، ويمسح العناء عن فكرٍ مثقل!

إلى أن تشرّفت بالمثول بين يديك !
تلعثمت كلماتي أمامك، بل صرت كمن لايجيد النطق أمام حضرتك!
تبعثرت الحروف، وسدّ طريق البيان...
فماذا يقول مثلي ! لمثلك !
البون شاسع !
لم أكن أستشعر معنى أنك ( رحمة للعالمين ) حتى أذنت لهذا القلب المرهق بنسمات رقيقة عذبة أن تلامسه!
رغم كل بعدي عنك يا سيدي يا رسول الله !
تنسّم قلبي عطرك الكريم فإذا بالقلب غير القلب !

فكيف لو رأت عيناي شخصك العظيم !

لقد تغيّر كل شيء.... كل شيء!
أويت إلى سيرتك العطرة لتعيد إلى روحي أصالتها، وإلى فطرتي أصلها، وإلى قلبي مالكه الحقيقي!
فإذا بي أعيش في واحة غناء، تأخذ بمجامع قلبي وعقلي وتضعهما على الطريق الصحيح
وتصنع إنساناً غير الأول ! الهيئة ذاتها لكن السمت مختلف تماماً ... فالقلب وجد الحبيب الذي يبحث عنه.. الحبيب الذي لايموت و لايفنى و لا يغدر و لا يُفتقد!
والعقل وجد الفكر الرشيد والأدوات السليمة ليُعمل في الأرض معوله ويعمّر الكون بالخير والسلام .

الصلاة و السلام عليك يا معلّم الناس الخير، و منقذ العالمين من وحشة الطريق و ذئاب الأودية .. وسلّم تسليماً كثيراً.
اللهم صلّ على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة المحبين إذ سقوا كأس المحبة ففاضوا حباً وعملاً و عطاء على العالمين..

اللهم صلّ على حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم كما تحب أن يُصلى عليه وترضى وسّلم تسليماً كثيراً.