التسامح أعظم علاج في الحياة

" التسامح أعظم علاج في الحياة"

نقابل العديد من الناس ونرى في وجوههم بالأمل والتفاؤل والإقبال على الحياة، فهم من البشر الذين اكتسبوا الخبرات لفهم البشر، وأصبحوا على درجة من الوعي بدوافعهم التي تكمن وراء سلوكهم، كلنا بشر نخطئ ونصيب، وكما أن البعض سبب لنا في الماضي الأذى والضرر وأحياناً الألم والجرح، فمن المحتمل أننا في وقت من الأوقات تسببنا في جرح الآخرين.قد نشعر أننا غير مستعدين للتسامح، فمازال داخلنا غضب كبير وألم شديد، وما تم إرتكابه في حقنا يفوق حدود الرحمة، ومعنى تسامحنا، أي أننا نتخلى عن المطالبة بالحق لما تم إرتكابه في حقنا،ولكن عدم تسامحنا يجعل من الألم والغضب المكبوت داخلنا يتراكم حتى يأكل مشاعرنا الطيبة، ويحيطنا بأسوار تعيق رؤيتنا خارجها.

ليس لدينا الوقت في الحياة كي نشعر بالغضب والضيق أوالألم من شخص ما أو من حدث معين، فالحياة قصيرة ولن نخرج منها أحياء، فعلينا ألا نهدر طاقتنا في أي مشاعر سلبية كالكره أوالغضب، كي نحقق ما نهدف إليه في الحياة.

فالتسامح هو المفتاح للتخلص من تلوثات الأشخاص والأحداث التي تركت آثاراً سلبية داخل نفوسنا، فعندما نسامح أنفسنا ونسامح الآخرين، سوف نسمح للتغييرات الإيجابية أن تحدث في حياتنا.

معنى التسامح: هو إسقاط ذكريات الماضي وآلامه بإرادتنا الواعية، وألا نسمح للألم أو الغضب بالسيطرة على عقولنا وقلوبنا، وليس إسقاط الحق لنا، وليس معنى تسامحك أنك تتفق مع الشخص أو تسمح له بالإستمرار في إيذاءك، ولكن مسامحة الشخص وليس الفعل.

@ مبادئ التسامح

§ قبول ذاتك

§ قبول الآخر

أقبل ذاتك كما هى وسامحها، حبها واحترمها وقدّرها، فإذا لم تشعر بالحب والرحمة والتعاطف تجاه نفسك، فلن يتواجدوا داخلك كي تمنحهم لأحد، أرفق بذاتك واعمل على تطوير نفسك تدريجياً.

امنح نفسك الهدوء والسلام الداخلي والراحة النفسية، وذلك عن طريق شحن طاقتك الروحية لملء قلبك بالحب والخير والرحمة والتسامح والعطاء.

طريقك للتحرر من الماضي هو تقبله بكل ما فيه من ألم وحزن وجرح وإهانة ، تعلم من أخطاء الماضى واكتسب الخبرات التي لم تكن لتتعلمها إلا بمرورك بها، فلن نتعلم أبداً إذا لم نخطئ

أقبل الآخر " المختلف معك في العقيدة أو المنهج أو التوجه أو الموطن أو الفكر" وتقبله بنقاط ضعفه واحترامه مهما كانت الاختلافات بينكما، فنحن نريد محاكمة الآخرين وتوجيه اللوم والنقد لهم وإسقاط كل الخطأ عليهم كي نبرئ ساحتنا من الخطأ، وهذا يضاعف من شعور أنك ضحية للحياة كلها، فعندما ترى نفسك ضحية سوف تتصرف لا شعورياً بالصورة التي تظهرك كضحية، وتمنح الغير المبدأ الذي يعاملونك به، فنحن نريد محاكمة الآخرين ونتمسك باللوم لهم وللظروف وذلك يضاعف من شعورنا أننا ضحية، وهذا ما يجعلنا نبحث عن أخطاء للغير لنبرئ ساحتنا من الأخطاء، وننسى أننا جميعا بشر.... نخطئ ونصيب ويمكن أن نتعامل نحن أيضاً بأنانية ونؤذى مشاعر الآخرين، إن جزء كبير من حكمنا بخصوص أفعال الناس تكون إنعكاس لما نشعر به داخليا من الذنب أو اللوم على أفعالنا نحن الماضية، ولكي نستطيع مسامحة الناس ، فعلينا مسامحة أنفسنا أولاً وندرك أن كل ما فعلناه من خطأ وسوء تقدير فى أفعالنا السابقة، كانت تبعا لخبرتنا وعمرنا وحالتنا النفسية ، ومع مرور الوقت نتعلم أكثر ونكتسب الخبرات الأفضل ، وتكون اختياراتنا أكثر دقة وحكمة.

التسامح خطوة هامة لتحقيق السلامة العقلية والجسدية والنفسية، ولا نقصد هنا الكبت للمشاعر السلبية، ولكن التعبير عنها بطريقة لائقة وإيجابية، لأن تخزين المشاعر السلبية يؤدي إلى ظهور الأعراض الجسدية.

يقوم التسامح بتغييرات عميقة داخلنا، فهو يمنحنا الشعور بالحرية الشخصية والأمان والطمانينة، لأننا بشر وكما أنه تم إيذاءنا في الماضي، فمن المحتمل جداً أننا تسببنا في أذى وألم للآخرين، سواء بقصد أو دون قصد منا.

فعندما نسامح ونتصالح مع أنفسنا، لا نظل أسرى لمشاعر الندم والشعور بالذنب تجاه ماضينا، لأن هذه المشاعر السلبية تسلبنا الحياة بما فيها من قوة وإرادة واستمتاع، فعندما نسامح نمنح أنفسنا الراحة من صراعاتنا الداخلية، ونتوقف عن استحضار مشاعر الغضب والألم إلى أذهاننا.

حرر عقلك وعاطفتك من مشاعرك الكره والغضب والشعور بالألم، وأطلق طاقة الدعاء والتسامح لمن تسبب لك في الإساءة والضرر، فعندها تصمت أفكارك السلبية إلى الأبد.

عش بالأمل فى حياتك الجديدة الناضجة التي تخطط لها من تعلمك من أخطائك السابقة فى الماضي

أحلم بحياة خالية من الجراح والآلام ، وعشها بلا خوف لأنك أصبحت أكثر نضجاً وخبرة وحكمة فى إتخاذ قرارات صائبة

فأنت لا يمكن التحكم أو تغيير ما حدث فى الماضي، ولكن يمكنك رسم الحاضر كما تريده أن يكون.

طريق العفو والتسامح نقدمه هدية لأنفسنا كي نحقق التوازن في حياتنا ونختار الطريقة التي نشعر بها تجاه الأشخاص والأحداث، واترك كل حدث سبب لك الأذى في الماضي أن يأخذ فترته الزمنية ويموت بطريقة طبيعية ولا يظل يسكن داخلنا، فكل حدث له ميلاد وحياة وموت، ولا تضييع من عمرك دقيقة في التفكير في أشخاص تحب مضايقتك.