من قوانين النهضة :القانون الثاني : القوة الدافعة

منطوق القانون : لا تغيير إلا إذا حدث تغيير إيجابي في عالم المشاعر .

من السلبية إلى الإيجابية ، و من اليأس إلى التفاؤل والإنجاز و الشعور المتجدد بالحياة.


القوة الدافعة هي التي تحوّل الفكرة المركزية إلى حركة وواقع ، و لتفعل ذلك لابد لها من ثلاثة شروط :

- الإيمان بالفكرة والمشروع: إيماناً دون تشكك ، يولد في النفس شعوراً بصوابها وقدرتها على مواجهة الصعاب.
-العزة : لابد أن ينتشر عزة الإسلام و مظاهره وأشكاله و مبادئه و مفاهيمه.. و أن يسود التوحيد لله و العدل في الأرض.و ينعكس ذلك في السلوك.
- الأمل : وهي النافذة التي تفتح للناس ليروا منها المستقبل.

كيف قام الغرب بزرع المكنة النفسية ؟
- إعادة قراءة التلريخ وعرضه بحيث ضخموا حضارتهم الغربية و قزموا الحضارة الشرقية
- عمل تراكم في الإنجازات العلمية .. فكل إنجاز مهما تباعد كان يعتبر محفزاً لهم و إنجازاً يتفاخرون به.

كيف قام به صلى الله عليه وسلم خلال عملية التغيير ؟

- إعادة عرض التاريخ : من خلال عرض مسار الأنبياء و أن العاقبة للحق .
- سحب الشرعية من أهل الكتاب والمشركين و تبيان السبب.
- إعادة النظر في المواقف لإبراز الجانب الإيجابي والباعث للأمل ( قصة أصحاب الأخدود ....)
- عمل تراكم في الإنجازات العملية من خلال حركة الدعوة من السر للعلانية ، الاتصال بالقبائل ......
- تنوع الخطاب واستخدام الدعاية : إعلاماً قوياً ضد المشركين ( تبت يدا أبي لهب وتب ....)

و الإسلام غيّر الروح المعنوية من خلال :
- الإيمان برسالة الأمة
- الاعتزاز باعتناقها والانتماء للأمة.
- الأمل في تأييد الله لها.

ثم تحدث الكاتب عن الحرب النفسية :

و ذكر المبادئ التي يجب الاهتمام بها عند التعامل مع الجمهور :
- الجمهور لا يقبل الأفكار المركبة و إنما يهتم بالشعارات والرموز والصور.
- الجمهور بحاجة إلى قائد يجسد الفكرة و يرى فيه الأمل .
- لايظل الرأي مستثاراً لفترة طويلة إلا إذا شعر الناس بأن صالحهم الخاص يتصل بهذا الرأي اتصالاً قوياً.
- الجمهور كقاعدة عامة يعترض على مواقف لا على مبادئ، و من ثم قد تحدث تغيرات فجائية في الرأي إذا تعدل الموقف.
- دخول قوة شخصية جديدة تمثل بوضوح مسألة من المسائل، قد يحدث تغييراً مفاجئاً في الرأي. أما الأسباب والبراهين فقلما كان لها سيطرة ثابتة على عقول معظم الناس .
- يصاب الرأي العام بحالة من الإثارة في حال إذكاء الروح العسكرية والتبشير بالنصر.

ثم ذكر نماذج عن الحروب النفسية ...

ثم خلص إلى أنه :

- لا نجاح للفكرة المركزية إذا لم ينجح البعث النفسي ...
- و البعث النفسي يبدأ من الفرد والمجموعة المؤمنة بمشروع النهضة و ينتهي بالأمة .

- نجاح هذا البعث النفسي يتطلب :
1- إعادة عرض الفكرة المركزية وتاريخها.
2- عمل تراكم في الإنجازات العملية .
3-توظيف كل ما يمكن توظيفه لصالح المشروع.
4- حسن عرض الإنجازات.

و يجب الإنصاف في عرض الإنجازات ، فلا يجب حذف إنجازات الآخرين من غير جماعة أو حزب أو مؤسسة ، فهذه الجهود من جميع التيارات التي تعمل لصالح الإسلام هي ملك للأمة ، فمهما تعددت الاجتهادات و طرق العمل ، فقد آن الأوان لمشروع النهضة أن تقوده عقليات قائدة تجمع و لا تفرق .. و لا تنظر لسفاسف الأمور بل توظف كل إنجاز لرفع الروح المعنوية للأمة.

كنا قد تحدثنا أن أي تغيير يبدأ بالأفكار ثم المشاعر عندها ينتقل للسلوك ...
و حتى نؤثر في الآخرين قد نستخدم عرض الأفكار ... لكن السلوك يكون أقوى تأثيراً من الكلمة التي قد ينقصها التطبيق العملي الدال على صحتها .
إلا أن المستقبل للتغيير يبدأ بتغيير الفكرة و المشاعر عندها يتغير سلوكه.
فإذا أردنا استبدال عادة سيئة بأخرى حسنة علينا أن نبحث عن الفكرة التي وراء هذه العادة و السلوك ، فإذا عرفناها نحاول استبدالها بالفكرة الصحيحة عندها فقط تبدأ المشاعر و السلوك بالتغيّر ... و تكون لحظة التغيير قد بدأت ، لكنها بحاجة للاستمرارية و إلا فقدت من جديد .. و عادت حانا لملكانا ( كما يقولون).