من قوانين النهضة : القانون الرابع :اختيار الشرائح

تعاريف القانون :

الشريحة :
مجموعة منالناس التي تتقارب مستوياتهما لفكرية والاجتماعية والاقتصادية والمهارية ، بالاضافة الى تقارفي أهدافهم وإمكانياتهم.و هنا نستخدمه بمعنى أوسع يقترب من فريق .

شريحة البدء :
هم الرعيل الأول من الناس الذين يجتمعون حول فكرة ما في مجتمع ما في مرحلة ما. و يستعدون للتضحية من أجلها.
وليس بالضرورة أن ينتمي كل أعضاء شريحة البدء لطبقة أو شريحة اجتماعية معينة، بل قديكون هناك خليط من أكثر من طبقة.

شريحة التغيير :
هي الفئة القادرة على إعطاء المنعة والتمكين أو ما يطبق عليها في التعبير الشرعي ( ذوو الشوكة ) الذين يستطيعون تغيير الأوضاع .

شريحة البناء :
تشمل كل فصائل المجتمع الذين يساهمون في بنائه و تقدمه بعد نجاح العملية التغييرية وهيمنة الفكرة المركزية، لذا فهي تضم المؤمنين بالفكرة وغير المؤمنين بها.


أهمية القانون :
إن أكثر التجارب الفاشلة إنما فشلت للخلط بين الشرائح ، لذا فمن لا يفقه قانوناختيار الشرائح لايمكن أن ينجح .

شرح القانون :
-----------
شريحة البدء :
هم الرعيل الأولالتي تطلق شرارة التغيير و تنادي بأفكارها، إلا أنهم لا يملكون من الامكانيات والمهارات كمجموعة ما يمكنهم من إحداث التغيير بأنفسهم و لايعني هذا أن أفراد هذه الشريحة لايملكون مواهب أو إمكانيات ، إنما نقصد أن هذه الشريحة في مجموعها لم يتصل إلى النقطة الحرجة من الامكانات والمهارات التي تؤدي إلى حدوث التغيير.
و لننظر إلى شريحة البدء التيتجمعت حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، فقد تكونت من أناس آمنوا بالفكرة الجديدة إيماناً جازماً قوياً فتجمعوا حولها وبدأوا بالدعوة إليها .و بالرغم من أن هذه الشريحة ضمن العديد من الكوادر النوعية التي تملك الكثير من المهارات والقدرات كأبي بكر و عثمان و عبد الرحمن بن عوف .....و عمر و حمزة ...إلا أن تلك الشريحة لم تكن تملك في مجموعها القوة الكفيلة بإحداث التغيير وقلب ميزان القوى لصالحها ..
فينحصر دور هذه الشريحة في التبشير والتعريف بالفكرة والثيلت عليها والصمود أما الترغيب والترهيب.
فإذا طال أمد هذه الشريحة و لم يتم الوصول إلى شريحة التغيير تفقد هذه الشريحة الاتجاه، وتصاب بحالة أشبه بالشلل الفكري والتنفيذي.

تتصف هذه الشريحة على :

الثبات والصبر و الصمود والقوة ، و القدرة على التبليغ والتعريف بالفكرة ، و تتصف بالاعتماد شبه الكامل على القائد.

أما دور القائد :
فهو رسم الطريق لأتباعه وتأمينهم وحمايتهم بكل الطرق الممكنة ، بالإضافة إلى البحث الدوؤب عن الشريحة القادرة على التغيير و السعي لإقناع أهل القدرة على التغيير بالفكرة.

---------نتابع في المقالة التالية بقية الشرائح ------

شريحة التغيير :
------------
وهي القوة القادرة على التنفيذ، او هي الفئة القادرة على إعطاء المنعة والتمكين ( توفير أداة التنفيذ).
أو مايطلق عليها في التعبير الشرعي ( ذوو الشوكة ) الذين يستطيعون دعم الفكرة بقوة الدولة و ما تمتلكه من إمكانات.
و لايقصد بذلك الغاء دور شريحة البدء ، ولكننا نقصد أن تمضي الشريحتان معاً لإحداث التغيير المطلوب.


شريحة البناء :
--------

هي شريحة تشمل كل فصائل المجتمع، المؤمن بالفكؤة وغير المؤمن بها،فيساهم في عملية البناء مختل الطاقات والفصائل والتيارات الموجودة في المجتمع كجزء من التحولات الاجتماعية والحراك الاجتماعي ، مع تفاوت في مساهماتها في عملية البناء .
و هنا يلزم عقد اجتماعي بعمل على استيعاب جميع شرائح المجتمع وفئاته..

إضاءات :
-----------
أحببت أن أطرح فكرة هنا ...

لعلنا عندما نتفكر في هذه الشرائح نلحظ بوضوح أن فكرة شمولية الطرح الإسلامي لكامل فئات الشعب .. و بالتالي عند بناء الفكر لجماعة إسلامية يجب عدم التركيز على الولاء للجماعة الذي يدعو الى الابتعاد عن الآخرين أو عدم اصطفائهم أو اختيارهم ضمن مؤسساتها .. بحجة عدم انتمائهم للجماعة ..
وهذا الفكر قد ساد في الفترة الماضية ، و لعله هو الذي أدى إلى عدم تمكين الإسلام في أرض الواقع .
فمبادئ الإسلام أوسع من تصوراتنا التي نظن أنها تصب في مصلحة المجموع ..
فالعدالة الاجتماعية هي أساس الفكر الإسلامي الذي يجب أن ننطلق منها و لايجب أن نحذفه تحت أي ظرف كان .

الموضوع للطرح والمناقشة --------------------

هذه المشكلة تعاني منها أغلب الجماعات ولا بد من اعادة النظر فيها ليس فقط من باب العدالة الاجتماعية كاساس للفكر الاسلامي بل هي مشكلة في التربية وفي القدرة على تعايش افراد الجماعة مع باقي شرائح المجتمع والانتقال من شريحة البدء للتاثير في شريحة الغيير التي يجب أن تكون مستهدفة
فأغلب الجماعات تتجه إلى داخلها وتنغلق عليه لتربية الصف الداخلي ، وتبتعد بأفرادها عن مجالات الحياة وعن الانتشار الحقيقي في المجتمع بكافة شرائحه وطبقاته بحجة الحفاظ على الافراد والابتعاد بهم عن مواضع الفتنة ... فتجد الفرد لا يمتلك أي من مهارات التأثير لايبتكر ولا يبدع ولا يناظر ولا يحاضر ولا يحمل عبء أي مشروع حقيقي سوى حضور بعض النشاطات الداخلية التي لا يعول عليها كثيراً في استنهاض المجتمعات فهي تبقى محصورة في شريحة البدء وهذا بدوره يفقد الافراد قدرتها على التفاعل المباشر والمؤثر مع باقي شرائح المجتمع فتجدنا غالباً غير قادرين على الانتقال الى شريحة التغيير