مناقشة مقدمة كتاب هندسة المعلومات : أسرار التحولات الثلاث

كنت أتوقع وجود مبادرات و أسئلة، و لكن لابأس لعل هذه الخطوة غير مطروقة ... أن يضع كاتب ما كتاباً لمناقشة الأفكار ، كما أن لحداثة وجود المنتدى أثر في قلة رواده.. أو لعل أمر خفي عني فأرجو لمن لديه اقتراح لمعرفة السبب أن يدلي به.

سأستفتح المناقشة بالسؤال :

ما علاقة هذه المقدمة بالكتاب ؟

تأتي هذه المقدمة لتضع الهدف والغاية من هذا الكتاب ومن سلسلة هندسة ( التفكير ، المعلومات ...)، ألا وهي تغيير طريقة التفكير كما أراد الله سبحانه وتعالى أن تكون، و قام بهذه المهمة سيد البشر صلى الله عليه وسلم و كان المنهج هو القرآن.
هم لم يحتاجوا كتاباً غير القرآن ليغيروا ما بأنفسهم و يصوغوا حضارة بعد أن كانوا على هامش التاريخ.
ونحن احتجنا كتب تفسير و تزكية و شرح للأحاديث و السيرة وفقه السيرة ................. ثم لم نحدث هذا التغيير..
لنسأل أنفسنا لماذا ؟
فالغاية من هذه النقدمة هو اعمال العقل في سر هذه الحضارة التي قامت وجذورها التي غرست عميقاً فأثمرت طيباً..
السر هي نفسها معادلة التغيير التي تحدثنا عنها طويلاً في هذا المنتدى ...
البداية من الكم الهائل من المبادئ والأفكار التي تم الاستغناء عن غير الصالح منها واستبدالها بالصالح الصحيح ... هذه الأفكار هي العقيدة التي أطلقت الفكر بل وجعلته أمراً كأمر الصلاة حين طالبته بالتفكر ... و لم ترض عن حركة لم تقم على أساس التفكر ( تفكر ساعة خير من عبادة سنة ) ألم يخطر في بال أحدنا لماذا ؟
قد يجيب أحدنا .. إنه يدل على ضرورة التفكر ... و أهميته ...
نعم ثم ماذا ؟
إنه لم يرض أن تقوم حركة ( والعبادة حركة) دون تفكر ... ليس لأنه فقط تصبح العبادة بلا معانٍ ، بلا روح ، بلا فائدة ... بل لأن الحركة تصبح غير راشدة و لا تؤدي الغرض المطلوب منها !

السر في احتياجنا لشروح لأننا للأسف - إلا من رحم ربي - لا نجيد النظر العميق كثيراً ... وهم رضوان الله عليهم أجادوه و مهروا به .

و بعد اجراء مراجعة كاملة للأفكار ... تثبيت الصحيح و استبدال السلبي وغير الصالح ....
هذا هو السر الأول من أسرار التحولات .
السر الثاني كان في تحويل أمة الأمية التي لا تقرأ إلى أمة قارئة ... لماذا ؟
لا تقل لي العلم و أهميته ... صحيح و لكن لماذا العلم مهم في إحداث التغيير ؟
لأن للإنسان قنوات يصيغ منها أفكاره و شخصيته و تؤثر ايضاً في طريقة تفكيره ... هذه القنوات هي المعرفة التي يتعلمها عن طريق القراءة .
كلما كان الإنسان واسع المعرفة .. اتسغ فكره و آفاقه ... و غدا أقدر على النظرة الشمولية للمواقف والأفكار من غيره، لأنه يقرأ بموضوعية و فكر ناقد بصير الأفكار الأخرى و يناقشها ...
و ليحقق ذلك لابد له من تحرير لعقله ... من الأصنام ... أصنام الأفكار والمعتقدات الخاطئة... و هذا ما فعله الإسلام .. فعندما حرره من عبادة الأصنام... حرر عقله معه .. إذا لولا أن تحرر عقل الإنسان العربي لما أدرك عقله زيف عبادة الأصنام فعمل على اجتثاثها .
أما النظرة الناقدة و الفاحصة فهي السر الثالث من أسرار التحولات ... إذ ملكه الله بهذا السر أدوات التفكير السليمة لدحض و مناقشة أي فكرة ، و النظر إليها نظرة تفحص دقيقة و علمية.

لقد طالبهم بإجراء تغيير في طريقة التفكير .. وهذا هو السر الثالث من أسرار التحولات ... و هنا غاية هذا الكتاب وميدان عمله.

هذا هو موجز عن المقدمة التي وضعها قيد البحث والنقاش لعل أحدكم لديه نقاط يثري بها الموضوع أو مجال حوار..

وفقنا الله وإياكم لما فيه صلاح أمر الأمة ..

أعتقد أن الأمة الإسلامية للأسف كانت ضحية الاستعمار الذي لازمها طويلا , فكانت على شفا حفرة من نار

" القابلية للاستعمار "

فغدا الشباب متمسكنين غير قادرين على التفكير بأبعد مما حدد له (الأخر) مساحته فأضحى كالسجين يتلوى من طرائق التعليم التلقينية التي لا تلبث أن تنتج جيلا معتمدا على( الآخر ) اعتماده على (التلقين ) كمهارة دراسية

فصار العلم مصدر رزق و صارت أغلب المدارس تجارية إلا ما رحم ربي وهذا كله في خلق العقلية الاستهلاكية أي جعل قيمة الإنسان في استهلاكه أعظم من إنتاجه!!!! فأي قيمة هذه؟

أعتقد أن الصحابة رضوان الله عليهم قد أقاموا بنيانهم على أساس قوي من الإيمان و العلم و الفكر فكان بناء فكرهم على هذا الأساس ,لا على أساس هش دنيوي كزبد البحر

فإيمانهم لم يكن إيمان تقليد بأي حال , وهذه الدنيا لم تكن عندهم كالحلم الأمريكي الذي يتلاهث الناس وراءه الآن ...

صدقهم النابع من قوة إيمانهم كسرت قيود النفس و أطلقت الحرية للعمل و الجهاد في سبيل الله فكانوا يعيشون الآخرة ..أما نحن , فنعاني من هشاشة الأساس الصلب الذي لا يقوى على بناء الفكر و لن يقوى هذا الأساس إلا بتغيير المفاهيم التي قد ولدنا عليها و معرفة الأمور معرفة دقيقة و ضخ الايمان في القلب فيكون كالمحرك الذي يدفع قافلة الفكر إلى الأمام

فإن شاء الله نفهم المنهج فهما دقيقا كما فهمه الأولون كي نستطيع التجديد و الابتكار ونكون نعم الخليفة على هذه الأرض