القانون الخامس من قوانين النهضة: القوة والخصوبة

منطوق القانون :
إن قوة الأمم ونهضاتها إنما تقاس بخصوبتها في انتاج الرجال الذين تتوافر فيهم شرائط الرجولة الصحيحة.

مفردات القانون :

الخصوبة : حيوية الأمة وقدرتها على انتاج العدد الكبير من الطاقات القادرة على النهوض بلا انقطاع.
الانتاج : الناتج النهائي لعمليات الانتقاء والتربية والإعداد اللازمة للفرد لكي يتمكن من المشاركة في عمليات التغيير.

أهمية القانون :
إن قوام أي حركة نهضوية هو الطاقات النوعية ، و بدونها يبقى المشروع أسير النظريات.

يقسم الكاتب تربية رسول الله صلى عليه وسلم لأصحابه الى ستة أقسام :
1- الذين لازموه في مكة.
2- الذين أخذوا الأمر بترك مكة.
3- الذين أسلموا بالمدينة قبل أن يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
4- الذين أسلموا أثناء الجهاد ولحقوا بالمدينة.
5- الذين كانوا يكتمون إسلامهم ولم يسلموا إلا قيبل افتح مكة.
6- الذين أسلموا بعد الفتح ونالوا شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويستنتج الكاتب أن:
1- النبي عليه السلام لم يحدد جرعة تربوية يجب على المسلم أن يأخذها قبل أن يلتحق بالعمل في المشروع الاسلامي. فهو يستكمل التربية خلال العمل وفي غمار الأحداث.
لذا فالعملية التربوية لم تكن تستغرق زمناً طويلاً قبل أن يؤذن للفرد بالعمل، فالعمل في ذاته تربية.
فليس هناك ارتباط شرطي بين التربية الطويلة وبين نتائج العمل وبين العمل الذي سيقام به.

2- الجميع يشارك في المشروع الإسلامي

3- التوظيف الصحيح للطاقات .

ثم يركز على :

إنسان النهضة :
-------------------------
له خمس صفات :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


كيف نعدّ إنسان النهضة ؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تقييم الوسائل التربوية :

نريد تجويد العمل بصفة مستمرة .. منهجية صحيحة في التفكير واليحث والانتقاء والاختيار .

بعض الأخطاء التربوية :

1- تبرير الفشل :
لابد أن نتزود بأدوات فن الاختلاف في جو من المودة والحب تجنباً للاصطدام الداخلي بسبب عمليات المراجعة...
هذه المراجعة لاكتشاف الحقائق وتقرير مايجب فعله في المستقبل ، لامحاكمة الماضي وأشخاصه.

2- تكرار السير في الطرق المسدودة .

3- التربية أداة من أدوات الضبط والتحكم :
يجب أن تكون التربية للوصول للأهداف و ليس للتحكم والسيطرة .. فليس التحكم غرضاً في ذاته.
الطاعة مطلوبة وي أداة فعالة في التنظيمات الجادة التي تطرح لأتباعها مشاريعها وتحدد وسائلها و ترسم خطواتها ثم تطالب أتباعها بالطاعة.. فهي طاعة عن بصيرة.

4- الوصفة الواحدة :
أي أن أتباعه لابد أن يمروا بنفس المراحل التي مر بها القائد كي تحسن تربيتهم .
الخطأ يكمن في تنوع الناس و تنوع امكانياتهم ، فهناك من يصلح للعلم ولا يصلح للقيادة، و منهم من يصلح للخدمات العامة و لا يصلح للعمل ... وهكذا ...

5- شيخوخة المؤسسات :
هناك مؤسسات تعامل أتباعها كالأطفال فهم لايدرونولايعلمون شيئاً عن مصلحتهم.
كما أن هناك أعمال يكل بها فتى عنده 16 سنة نجده يقوم بها من تجاوز 25 سنة و هكذا .....وقد يحدثذلك نتيجة الانغلاق وقلة المتاح من برامج العمل المنتج ..

6- الفهم الخاطئ للقاعدة الصلبة :
إن تعريف القاعدة الصلبة لأي جماعة أو مؤسسة يحتاج الى اعادة نظر، فمنهم من يجعل شروطه صعبة التحقيق.
و يرى الكاتب أن قاعدة القاعدة الصلبة لا تتكون نتيجة التربية الطويلة بل هي قاعدة الراكضين المخلصين ، فهي تتكون وحدها من أناس حملوا المشروع وانطلقوا به . فالعنصر ذا المعدن القوي خارج نطاق الدعوة هو العنصر القوي داخلها ويجب عدم تأخيره عن العمل والجهد.


استخدام القانون :
1- البحث عن الدرة المفقودة: إنسان النهضة ( رباني، عامل،مفكر، عامل، جريء، منتج )
2- اعتماد ثقافة متوازنة في حزمة العلوم : الشرعية ، المهارات الحياتية ، العلوم الإنسانية .
3- ايجادالبيئة التي تمارس الحياة على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم دون تكلف.
4- اعتماد مبدأ الترببة في غمار الأحداث.
5- الانطلاق لجماهير الأمة وعدم الانكفاء على الذات بحجة الجودة .

من هذا القانون هناك مبادئ تربوية يجب أن ينتبه لها الوالدان والمربون :
---------------------------------------
1- الاهتمام بتربية النواحي الخمس التي يجب أن تتوافر في إنسان النهضة.

2-الاهتمام بمهارات التفكير ومهارات الحياة و تزويد النشئ بها.

3- عادة تتهتم الجماعات الإسلامية بالناحية الدينية : العلمية و التعبدية ... و هذا هام وهو جزء من إعداد إنسان النهضة .. لكن اهتمام الأسرة والجماعات الإسلامية بتنمية مهارات التفكير والحياة لا تقوم به كجزء من منظومتها الإعدادية التربوية ..
و من الممكن أن تقوم بها مؤسسة تعليمية و لكن في وضعنا الراهن ، أرى من الواجب تسريع العملية خصوصاً أن المؤسسات التعليمية لاتقوم بواجبها من هذه الناحية.

4- التركيز على مبدأ تقبل وفهم الآخر .. و قبول النصح .. و محبة إظهار الحق ولو كان على لسان من ليس في جماعتي أو بلدي ..
لنوسع دائرة أفقنا بشكل أكبر كي يسع المسلمين في كل بقعة أو فئة أو جماعة ..
عندها نستحق الخلافة في الأرض...

5- أن يدرك المربي والمعلم والمرشد و الشيخ أن التربية وسيلة للوصول للأهداف و ليس للتحكم بأولادنا أو تلامذتنا ....

6- أن يزود المربي والداعي بالمعرفة في علم النفس و طبائع الآخرين واختلافاتهم و طرق التأثير والتعليم من أجل التواصل ، لأن طرق التعليم القديمة لم يعد يقبلها تلميذ.

7- أن يقدّم كل إنسان مالديه من طاقة في عمل منتج ، على ألا يمنعه ذلك من تطوير ذاته . لأن تطوير الذات رغم أنه قد يصرف بعض الوقت من أجله ، لكنه قد يجعل عمله أكثر نضحاً و فائدة ... فيجب التوازن بين العمل الدعوي والخيري و بين تطوير الذات من أجل النضج والكفاءة

كتعقيب صغير,,,ترسخ في أفكارنا أننا غير قادرين على العمل والتأثير والانتاج قبل أن نستكمل تربيتنا الروحية والايمانية فلست أدري أن كانت المشكلة تكمن في إيماننا او في بعض المعتقدات الخاطئة التي توارثنا التفكير فيها كمنهج للحياة فنجد أنفسنا مقيدين عديمي الانتاجية بحجة أننا لازلنا غير مؤهلين ونحتاج الى تربية النفس وتزكيتها ولا أدري كيف السبيل للتحرر من هذه القيود التي تكبل حركتنا ,,, أؤمن بضرورة وجود مرحلة من التربية والتهذيب للنفس وللأفكار إلا أنها لا يحب أن تقف حائلاً بين الانسان وبين انطلاقه الفعال فالعمل وتزكية النفوس هما أمران متلازمان لا يتم احدهما دون الاخر
ها هو الصحابي الجليل أبو محجن الثقفي كان مولعاً بالشراب، مشتهراً به، وكان سعد بن أبي وقاص حبسه فيه وربطه إلى سارية عند زوجته فلما كان يوم القادسية وبلغه ما يفعل المشركون بالمسلمين ألح على زوجة سعد أن تفك وثاقه ليقاتل مع المسلمين، وتعهد لها أن يرجع في وثاقه بعد المعركة فقاتل ضد المشركين بكل ما أوتي من همة حتى قال سعد: "لولا أن أبا محجن في الوثاق لظننت أنه أبو محجن وأنها فرسي".
وهكذا نجد هذا الصحابي الذي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد في سبيل الله يرتكب كبيرة من الكبائر. فهو لم يستكمل التربية بعد، ورغم ذلك لم يمتنع عن الخروج مع الجيش للجهاد الذي هو من أشق العبادات على النفس بحجة نقص التربية أو الإيمان، بل لقد شهد له سعد بن أبي وقاص بالكفاءة، ولم يقل "أخشى من أن نؤتى من قبل أبي محجن" لأن لكل إنسان نقاط قوة ونقاط ضعف، وأبو محجن كانت نقطة قوته في كفاءته وحبه للجهاد، ونقطة ضعفه في حبه الخمر، غير أن الجهاد يمحو الخطايا فهو خير معين لصاحب الخطيئة على تركها

فكيف السبيل الى التحرر من تلك التراكمات السلبية ؟؟
فقضية الاسلام واضحة وعادلة غير أن المحامي ضغيف ,,,كما يقول الشيخ الغزالي رحمه الله

أظن أنه يجب أن يتم التركيز على مبادئ وأساسيات تؤثر في سلوك الإنسان .. فمهارة اكتشاف الإنسان لأخطائه و فكرة قبول النقد و العمل بالنصح وفكرة أن الإنسان قد يرتكب خطأ ، فالعيب ليس في الخطأ بل في تكراره و عدم الاعتراف به ..
هذه المنظومة من المعاني يجب ترسيخها منذ البدء عندها يمكن تصحيح أي خطأ في العمل مهما كان الفرد جديداً في طريقه إلى الله ..
فرأيي أن الاهتمام على هذه الأفكار التي تجعل النفس متقبلة للتعديل والتصويب كفيل بأن يقيه شر نتائج العمل المبكر في الدعوة والاصلاح ونهضة الأمة ...
لأن التمرس في هذه الأعمال والنجاح فيها قد يولد العزة والاغترار و .... فإذا تعهدناه منذ البداية بترسيخ هذه القيم .. فيمكن ملاحظة السلوك من قبل من سبقوه و تنبيهه لعدم الوقوع فيها قبل أن تزل قدمه ...

و الله أعلم

يبقى الموضوع مفتوح للنقاش