برنامج التفكير الناقد النظام الذكي في معالجة المعرفة RISK

يستند برنامج النظام الذكي في معالجة المعرفة (تطوير السرور، 2005) إلى برنامج (هاردناك) في التفكير الناقد، إلا أن البرنامج المطوّر يختلف عن البرنامج الأصلي من حيث توزيع الأبواب، والمسمّيات والمهارات ومضامين التمارين، لكن الالتزام بقي ثابتاً في الهدف الأصلي للبرنامج ومدلول مهاراته.

إن البرنامج الحالي RISK يهدف إلى تطوير مهارات التفكير الناقد، والقدرات الإبداعية والخصائص السلوكية الإبداعية، وتفعيل أنماط التفكير ذات العلاقة بالتفكير الناقد نفسه، وتحديداً فإن أفضل ما يدرِّب عليه هذا البرنامج هو استثارة وتطوير مهارات التحليل والتقييم وإصدار الأحكام وبالتالي فإن تفعيل استخدام الفكر الناقد، وتنشيط عمليات التفكير وأنواع التفكير بشكل عام يساعد على اليقظة الذهنية.

ولعلّ أهم ما يتوقع من تعليم هذا البرنامج هو مساعدة الطلبة في تشكيل نظام فكري ذكي يحلّل ويقيّم وينتقد ويحاكي المعرفة التي يتعرضون لها، وبالتالي يجعلهم قادرين على إصدار الأحكام على المعرفة واختيار الصحيح المتميّز والنافع منها. لا يتم تعليم التفكير إلا إذا كان هناك استعداد وقابلية على تطوير القدرة لتعلم التفكير الناقد، فالأطفال لا يطورون القدرة على تعلم التفكير الناقد بشكل جيّد حتى سن (11-12) سنة، وتتألق هذه القدرة في عمر (15) سنة، وهناك من يقول أنها تتطور في أعمار مبكرة أكثر.

وبشكل عام يُنصح عند تعليم هذا البرنامج أن يوجّه للطلبة منذ الصف الخامس الابتدائي، إلا أن قوته تظهر بفاعلية أكبر عند تدريسه في المرحلة الثانوية وللمستويات الجامعية الأولى، ولمختلف مستويات الطلبة الموهوبين بحسب قابلية القدرة.

يتكون هذا البرنامج من أربعة أجزاء رئيسة هي:
----------------------------
الجزء الأول (مهارات حياتية): يتكون من ثلاثة أبواب تتضمن تسع مهارات في التفكير الناقد.

الجزء الثاني (النظام): يتكون من بابين يتضمنان ست مهارات.

الجزء الثالث (قوة التفكير): يتكون من بابين يتضمنان أربعة عشر مهارة.

الجزء الرابع(النجاح): يتكون من ثلاثة أبواب تتضمن اثنان وعشرين مهارة.


طريقة تعليم هذا البرنامج

يتم تعليم هذا البرنامج في حصص خاصة مستقلة عن الحصص المدرسية العادية، ويتم تخصيص حصة خاصة لتعليم البرنامج، كما يُمكن دمج مهارة التفكير الناقد ضمن تدريبات المنهج المدرسي العادي، على أن يكون هناك فهم صحيح للمهارة، حتى تتم عملية الدمج بشكل دقيق وصحيح، وتظهر منسجمة مع نسيج محتوى المادة الدراسية، ولا يجري إقحامها بشكل يربك فهم الطلبة لمهارة التفكير الناقد، أو تضيع كفاية المادة التعليمية.

لذلك على المعلمين فهم المهارات جيداً وحلّ تطبيقاتها بشكل مستقل بمفردها، ومن ثم يختارون المهارات التي يرون أنها تنسجم ومحتوى المقرّر الدراسي الذي يعلّمونه، كي يتم دمجها في المنهج بشكل غير مباشر، ولا يتم شرح المهارة للطلبة إلا إذا كان البرنامج ومهاراته تدرّس بشكل مستقل عن المنهج.

ينصح عند تعليم هذا البرنامج بشكل مستقل اتباع الخطوات التالية:
إعلان اسم المهارة، وشرحها، وتوضيح الأهداف، وإعطاء أمثلة على المهارة مع توضيح مكان استخدام المهارة في المثال.

شرح الأسئلة أو التمارين أو التدريبات الواردة في ورقة العمل بشكل واضح ومبسط.

إعطاء الطالب الوقت الكافي لحلّ التمارين في ورقة العمل ويمكن للطالب أن يحلّ التمارين بشكل فردي، أو زوجي، أو جماعي، حسب طبيعة التمارين.

يقوم المعلم بمناقشة إجابات التمارين مع جميع الطلبة داخل الفصل الدراسي، ويتأكد من فهم جميع الطلبة للحلّ أو الإجابة، مستعيناً بالإجابات الواردة في كتاب المعلم.

بعد الانتهاء من تعليم المهارة وإعطاء الأمثلة وحلّ التمارين ومناقشتها، يعمل المعلم على مراجعة المهارة، ومدلولها، وأهدافها، واستخدامها.

يعمل المعلم على تشجيع الطلبة على الإتيان بأمثلة على استخدامات المهارة ليتأكد من إتقانهم لاستخدامها.


يتم تقييم البرنامج والتأكد من فائدته بعدّة طرق:
- استخدام اختبار كورنيل للتفكير الناقد.
- استخدام اختبار واطسن وجليسر للتفكير الناقد.
- استخدام نماذج الملاحظة للحصص الصفية.
- استخدام استبانات موجهة للأهل والطلبة والمعلمين.
- استخدام أدوات قياس الاتجاهات نحو تعلّم التفكير الناقد.
- استخدام أدوات أنماط التفكير، وخاصة النمط القضائي.
- مراجعة تطور الأداء الأكاديمي للطلبة في المواد الدراسية.