من مهارات التفكير الناقد: التمييز بين المعلومات ذات الصلة وغير ذات الصلة

تعريف المهارة :
هي تحديد المعلومات ذات العلاقة بالموضوع . و يتطلب ذلك البحث بين السطور، و الرجوع إلى الإطار المعرفي الشخصي فيما يتعلق بمعاني المفردات، و تفسير العبارات و الأسباب، و الأدلة المؤيدة منها والمخالفة، و الخصائص و العلاقات.

أي يتطلب الأمر في هذه المهارة تحديد ما إذا كانت المعلومات او المعارف التي يتم الحصول عليها ذات علاقة او انها تمت بصلة لموضوع المناقش، سواء كان هذا الرابط واضحاً أو مخفياً، والمعلومات التي ترتبط بظاهرة ما إما أن تكون من مسبباتها أو هي مقدمات لها، أو هي نتائج تترتب على الظاهرة قيد النقاش، أو أن المعلومات تتصل بالظاهرة ليس على أساس السبب أو النتيجة بل على أساس التزامن والترافق كما هو الحال في العلاقات الإرتباطية.
إن هذه المهارة تهدف الى تحليل طبيعة العلاقات بين الأشياء، من خلال فحص الصلات والتأكد من وجودها ومنطقيتها.

ومن منطلق الكشف عن المعلومات ذات الصلة بموضوع النقاش وتمييزها عن المعلومات ليست ذات صلة فهناك المغالطات التي يمارسها البعض لحرفك عن موضوع النقاش علماً أن هذه الأفكار أو المغالطات لا تمت بصلة منطقية بموضوع النقاش، ومن ذلك:

مغالطات التحييد بالمحفزات والعواطف بدلاً من التدعيم بالبرهان، وهي المغالطات التي يحاول فيها المتكلم ان يلمس فيها المشاعر دون تقديم اي دليل او برهان ليدعم به الافكار، وتحت هذا النوع، يمكن استعراض هذه الاصناف:

1- الاحتكام الى القوة والتخويف:
يتم التهديد بنتائج وعواقب وخيمة ما لم تتوافق مع ما يقوله الكاتب او المتكلم، ومن أمثلة ذلك:• في حال عدم ايمانك باعطاء المال لهؤلاء المتسولين في الشوارع، سيقذف بك الله في قعر جهنم.• ان لم تنتخب هذه القائمة المرشحة فسوف تكون عميلا لاعداء الدين والامة والوحدة والوطنية.

.2- التحييد والاخضاع بابداء المسكنة:
وهنا محاولة لاقناعك بجعلك تتعاطف مع الكاتب او المتكلم وحالة المسكنة وبوادر الشفقة، ومثال على ذلك : ارجو ان تتنازل عن حقك؛ هل ترى وقوفك في المحكمة ضد قريبك مناسباً مع عاداتنا وديننا؟

3- الاحتكام الى العواقب:
وفيها تعرض عليك عواقب لا توافق عليها لارغامك على التنحي عما تريد، ومثال ذلك: ان لم تر ما آراه، فأنت غبي ولن تتمكن من الوصول الى الاهداف.

4- الاحتكام الى القيم والعادات:
وهو تجميل الفرضيات وربطها بقيم ومعاني اجتماعية معينة كي تميل الى الاخذ بها، ومثال ذلك: عدم موافقتك على هذا التعريف للحرية يدل على انك رجعي.

5- الاحتكام الى الشيوع والانتشار:
وفيها يحاول أحدهم اجبارك على الموافقة على امر لمجرد انه شائع او متعاطف معه اجتماعيا. ومثال ذلك: كل الناس يشترون هذا النوع من الهاتف الجوال وذلك دليل على انه جيد!، أو يبدو ان الناس سيصوتون للمجموعة الاولى، فلم لا تنتخبها؟، أو كل الناس يقولون ان هناك مؤامرة، لم تخالفهم؟

6- مغالطات تغيير الموضوع:
وهنا يتم تغيير الموضوع من الفكرة التي تناقش الى الشخصية صاحبة الفكرة او قضية اخرى خارج الموضوع، وهنا يجب ان نرجع الى النقطة التي تناقش بدلا من الانتقال عنها الى نقطة اخرى، ومن هذا عدة اصناف:
أ. الهجوم على الشخصية لا الفكرة:
كثيرا ما يتم الهجوم على الشخص بدلا من فكرته، فيهجم المضلل على مظهره او جنسيته او إتجاهاته، أو يمكن ان يقال ان صاحب الفكرة يتقاضى عليها مردودا ماديا او هو لديه خلاف مع جهة ما ولذلك يتبنى هذه الفكرة، او يمكن ان يحاول ربط الفكرة بالظروف الشخصية او ان الشخص لا يطبق الفكرة التي يدعو لها، ومن أمثلة ذلك: هو يقول اننا يجب ان لا نكذب ولكنه يكذب، أو من تكون انت وما مستواك العلمي حتى تتحدث عن هذه الموضوعات؟، أو هذا الرجل مدعوم من الخارج ولذلك هو يحاول التخريب، أو هل يمكن ان يقنقعك شخص فاسق؟
ب. الاحتكام الى سلطة (مرجع معرفي):
قد يكون الرجوع الى سلطة معرفية نوعاً من وسائل تقوية الافكار احياناً. ولكن كثيرا ما يستخدم ذلك لتحييدك، ومن أمثلة: اثبتت مايو كلينيك في امريكا ان الاستماع الى الموسيقى يسبب الصمم والسرطان والعقد النفسية، أو آيات القرآن الكريم ذكرت الحسد إذن كل قصص الحسد التي نسمع بها حقيقية، أو هناك دكتور في الاقتصاد وصف مستوى التضخم المتوقع بخلاف ما تقول.
ج. استخدام سلطات غير مسماة:
في هذه الحالة، يتم تفادي ذكر اسم السلطة التي ربما لا تكون سلطة معرفية موثوقة وربما تكون الشائعات هي المصدر، ومن أمثلة ذلك: إن الخبراء ينصحون بتجنب هذه المنتج لانه يسبب السرطان والعقم، أو صرح احد المسؤولين في الشركة ان هناك علاوات في الرواتب لكل الموظفين قبل نهاية العام.
د. التأثير باستخدام الاسلوب أو المظهر:
ونعني به اللجوء الى مظهر مصدر المعلومات أو أسلوبه في طرح الأفكار (متفوه) لإقناع الآخرين بصحة أفكار هذا المصدر، ومن أمثلة ذلك: انه يعرف كيف يحرك الرأي العام، اظن انه دائما على صواب، او اظن ان هذا الشخص لا يمكن ان يكون على صواب، كلامه ليس واضحا ومفهوما، او أظن ان هذا الشخص على صواب، انه يقول اسماء ومصطلحات معقدة لا افهمها، أو انظر اليه عندما يتحدث انه رقيق والنور يشرق من جبهته لذا فإنني اصدقه.

7- مغالطة الايقاع في الخطأ:
وفيها يحاول المتكلم طرح خيارين فقط عند حل مشكلة، بينما هناك خيارات كثيرة اخرى لم تذكر، ويحاول إن يجبرك على أن تختار احد الخيارين، ومن أمثلة ذلك:إما أنا تكون معنا او ضدنا، أو إما أن يكون هذا الشخص خيّرا او شريرا ولا خيار اخر.

8- مغالطة الاهمال:
بما انه لم نجد برهانا على خطأ معين في شئ ما، اذن هو صحيح. والعكس أيضا، ومثال ذلك: بما ان هذه الحادثة التاريخية لم ينكرها احد، إذن هي صحيحة الحدوث.

9- مغالطة التشويه:
وهي ان نقوم بتشويه إحدى الفرضيات بمجموعة من النتائج غير مقبولة لاقناعك بعدم قبول الفرضية، ومن أمثلة ذلك: ان مشاهدتك للفضائيات سيجعلك تشاهد الافلام واللقطات الاباحية وبالتالي ستقع في الانحراف، أو ان قراءتك للكتب الغربية وكتب الضلال يؤدي ان تتعلم علوم الكفار فتنتهي الى الكفر والضلال. دون التمييز بين الكتب الجيدة أو السيئة ...

10- مغالطة السؤال المركب:
ربط موضوعين لا علاقة لهما ببعضها بصورة تحرض على قبول الاثنين او تركهما معا، ربما كان احدهما مقبولا والاخر غير ذلك ولكن المشكلة في ربطهما معا، متى ستشري سيارة ومنزل؟




نشاط :
ميّزي المعلومات غير ذات الصلة في النص التالي :

مقومات الأمة العربية
لم يجتمع لأمة في العالم من مقومات التوحيد مثلما اجتمع للأمة العربية كوحدة اللغة و التاريخ المشترك و الثقافة المتجانسة و الاشتراك في وطن محدد ( الأرض)، و الأمة العربية مستكملة لهذه الدعائم والعناصر جميعاً التي تفاعلت و قويت فيها أسباب التكامل و الترابط و ذابت فيها كل الظروف .
و قد اصطنع الاستعمار حدوداً سياسية للقضاء على وحدة أمتنا العربية، و قد اهتم القطر العربي السوري بالقضاء على التخلف و الفقر في سبيل التقدم و الازدهار .
فهدف الوحدة العربية الذي ينادي به حزب البعث العربي الاشتراكي له مبرراته الموضوعية في الماضي والحاضر و المستقبل.
و قد اهتمت جامعة الدول العربية بمكافحة الأمية في البلدان العربية، للنهوض بالأمة العربية قدماً نحو التقدم و بناء الحضارة.

الحل : إن عبارة ( اهتمت جامعة الدول العربية بمكافحة الأمية ......................) هي معلومات غير ذات الصلة.