علامات في درب الحياة!!!

سأحدثكم على علامات في الدرب حدثت معنا ... و لعلها تحدث مع كل راكب في هذه الدنيا وفق فترات يمر بها :

من عمر الخامسة عشر إلى العشرين :
---------------------
الحيرة و عدم وضوح الهدف أحياناً ... و عندما يتضح الهدف يكون قرار الالتزام و العمل على مجاهدة النفس و شهواتها التي تبدأ في أوجها ..
مع تشتت في الذهن أحياناً بين القيم المعروضة، و مغريات الدنيا و تشتتها ...

في سن العشرين إلى الثلاثين :
-----------------
خرجنا من حياة الدراسة إلى حياة العمل ... من حياة المثاليات أحياناً التي عشقناها عندما قرأنا سير الصحابة والتابعين إلى أرض الواقع !!!
من الإنسان المسلم الذي ارتسم في خيالنا من كتب الأولين ... إلى المسلم الحاضر !!!!
من القيم والمبادئ التي عشقناها منذ صغرنا إلى تعثر في تلك القيم عند أشخاص يمثلون الإسلام ...
فاحتارت عقولنا أحياناً ... و أحياناً أخر ضاجت وملأت الأفاق صراخاً و اعتراضاً...
فمن هداه الله ميّز بين المسلم والإسلام .... بين المبدأ الأصيل الذي لا يتغير و بين تنفيذ هذا المبدأ على يد البشر !!!
و من كان في قلبه مرض ... انقلب على وجهه ... وكال التهم إلى الدين ... وابتعد عن الدين كله !!! مبدأ و عقيدة والتزاماً و اتباعاً ... محتجاً على قصر تنفيذ البشر .. فنال من الدين سباباً أكثر مما كاله لمن مثله خطأً !!!!

ثم كبرنا من الثلاثين إلى الأربعين
-------------------
وجدنا أن الأمر كله مجاهدة ... صحيح أن صورة المسلم الآن لا تبعث على محبة الدخول في الإسلام والالتزام به ، لأن طبيعة البشر الضعف والقوة .. و هناك المؤمن القوي والمؤمن الضعيف .. و هناك المنافق ...
و عرفنا أن تمثل الدين والمبدأ له درجات و خطوات ... لا يصل إليها الإنسان لمجرد الاعتراف بها أو حتى نشرها و الاعتقاد بها ... إنها تحتاج لفترة طويلة من المجاهدة حتى تصبح جزءاً من كيانه المعرفي و القيمي !!!
لذا فمن البديهي أن نراه أشباه مسلمين ... هم التزموا الاسلام لكنهم لا يزالون يحاولون .. قد يفلحوا مرة و قد يفشلوا مرات .... و هذا طبيعي ... فلا يجب أن نثور لذلك ...
لكن صمام الأمان لهم أن يستمروا في المحاولة و أن يقبلوا كل نصح ... و يكونوا مخلصين في طلبهم ...
إنهم لابد سيصلوا ............ إن أمثال هؤلاء يجب ألا نكيل لهم التهم و نصب جام غضبنا عليهم .. بل علينا أن نعلم طبيعة النفس البشرية و تدرجها ... علينا أن نعينهم و نأخذ بيدهم و نزرع الأمل والثقة بهم ... لأنه إخلاصهم لابد أن يوصلهم و لو بعد حين ..
حتى الشيوخ ... هناك درجات في التفاوت ... نجح في أشياء و لا يزال يحاول الكمال في أخرى ... فيجب ألاننزع عنه الدين إن أخطأ في الاجتهاد ... لكن عدم قبوله للحق والنزول عليه هو الذي لا يمكن أن يقبل من شيخ أو عالم ...
و هذا الذين يجب أن نحرص عليه عند البناء .... قبول الحق و حب معرفة الحق و لو على أنفسنا .. حتى يستقيم البناء وإن طالت فترة بناءه .. إلا أن هذا الأساس هو الكفيل باتمام البناء .. و من دونه ينهار كل شيء و لو بعد حين!

و لا زلنا نتعلم .....

زادك الله من علمه معلمتي
رائعٌ جداً هذا الموضوع ...هو ما جعلني أسجل في المنتدى ، لأبدأ مع نفسي بداية جديدة أكمل فيها المشوار الذي بدأته معك في بناء مستقبلٍ مشرقٍ لهذا الجيل يملؤه الأمل ويكسوه التفاؤل وبصمته الأساسية هي الإتقان ...
بارك الله بعلمك وجهودك الرائعة وجعلها في ميزان حسناتك

أهلاً وسهلاً بك ... و نتطلع لمساهماتك القيمة في المنتدى و جميع الأنشطة التابعة لصناعة الفكر والحياة .. في الفيس بوك و التويتر و اليوتيوب

و عرفنا أن تمثل الدين والمبدأ له درجات و خطوات ... لا يصل إليها الإنسان لمجرد الاعتراف بها أو حتى نشرها و الاعتقاد بها ... إنها تحتاج لفترة طويلة من المجاهدة حتى تصبح جزءاً من كيانه المعرفي و القيمي !!!

كلمات رائعة ,,فعلاً لابد من أن نمتحن ونختبر في صدق ثباتنا وتمسكنا بالمبادئ التي نتغنى بها

أما عني فقد علمت بأن عمري هو حقلي الواسع، ورثته عن طفولتي جنّة، وإذا بي بعد مرور العام تلو العام أقف وقفة صدق بعد أن ترك لي تعهده ورعايته ، لأجده مليئاً بالحجارة والحصى، ترابه جافّ، وزرع يبس، أوراق صفراء، وزهور ميتة!
ولكن ماذا لو قامت السّاعة في هذه اللحظة، وخارج أسوار عمري فسائل كثيرة من أحلام وطموحات، ماذا أكون فاعلة؟!
فعدت أحاول العناية بتراب هذا الحقل لعلي استطيع انقاذ بقايا الجذور السليمة، فينبت نبات له ساق معتدل ، وأوراق تتألق
أحاول سقايته بدموع التوبة و الرجاء، راجية من الله الرحمة الغفران وأن تعود أوصال الحياة الى حقل عمري فيعافى من علله ويستقيم حاله فيثمر ولو بعد حين