معيقات التفكير السليم

البند الأول :
عدم وضوح الرؤية :
------------
عدم وضوح الهدف وماهو دوري في الحياة يكفي لأن يجعل مسار هذا الإنسان متخبطاً ... و كثيرون من يعيشون بقوة( الدفع ) أي أدخلهم والديهم المدرسة وهم صغار ، فدرسوا .. لا لشيء ... فقط لأن الجميع يخبرهم أن عليهم أن يدرسوا و لأن الجميع يدرسون !!!! تخرجوا من الجامعة .. و بحثوا عن عمل .... لأن الحياة هكذا ..... تزوجوا و أنجبوا ... لا لشيء !!!!!! لأن الجميع يقوم بذلك!!!!!!!!!!!!! و ماتوا لأن الجميع يموتون !!!!!!!!!!!!
ما رأيكم بهذه الحياة ؟
هل بمثل هؤلاء تنهض الأمة ؟
هل نتوقع غداًَ أفضل من هذا الواقع إذا كنا نعيش بقوة الدفع؟
فلننتبه:
- هل أهدافنا واضحة؟
- هل فعلاً نستحق لكي نعيش و نموت من أجلها؟

البند الثاني :
الهزيمة النفسية :
---------
هذه الأفكار من أين يمكن أن تأتي ؟
لا أستطيع ؟ أخاف من النقد ؟ .... لا يمكنني فعل ذلك ؟؟؟؟؟؟
إنها تأتي من الأسرة أحياناًَ !!!! السخرية عند القيام بعمل ما ( من أب أو أم أو أخوة ...)
من التوبيخ المستمر الذي يشعر الأبناء بأنهم لا يستطيعون القيام بأي شي بشكل جيد يرضي الوالدين !!!
من غيرة الأخوة و الأصدقاء و محاولتهم التحبيط !!
كل ذلك ممكن و كل شخص يمكن أن يجعل من كلماته إما كلمات تحيي روح الإنسان و تدفعه للعمل والانجاز أو تحبطه و تقعده و تخذله ... فلنحذر كلماتنا !!
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه . ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت .
(الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 47 خلاصة حكم المحدث: صحيح)

فالكلمة الطيبة صدقة ... و هي هامة جداااااااااااا خصوصاَ من الوالدين أو المربين .

البند الثالث :
التسرع في اطلاق الحكم والتفكير الانفعالي:
-------------------------
التسرع يجعلنا نحكم من وجهة نظر واحدة و لا نرى الصورة بشكلها الكامل الصحيح فتأتي أحكامنا ناقصة ..
قد تسبب لنا الويلات ..
فلنأخذ من وقتنا في التفكير وتقليب الأمر من عدة أوجه :
- ماهي السلبيات والايجابيات ؟ من الناحية النفسية ، الاجتماعية ،الاقتصادية ، ... التي تؤثر علي، على أسرتي ،...
- ماهي نتائج ذلك ( على المدى القريب و البعيد)
- ما رأي الآخرين بذلك ؟ لأن رأي الآخرين يجعلني أنظر من زاوية مختلفة للموضوع مما يساعدني في رؤيته بشكل صحيح ..
لذلك أخذ رأي الآخرين ليس نقصاَ بل هو تكاملاَ للرؤية .

البند الرابع :
التقليد :
-------
هناك تقليد أعمى و تقليد مبصر ..
تقليد ممدوح و تقليد مذموم ..
فالتقليد القائم عن معرفة و بصيرة .. هو تقليد ممدوح
أما التقليد لمجرد اتباع الهوى دون معرفة .. فهذا هو التقليد المذموم الذي يؤدي إلى التعصب و الهلاك.

البند الخامس :
عدم التفكير بحلول وسط ، و عدم اعتقاد أن رأي الآخر قد يحتمل الصواب و أن رأيي قد يجتمل الخطأ..
---------------------------------------------------------
و هذه هي كارثة مجتمعنا العربي ... فنحن لا نسمع للآخر لكي نستبين الحق .. قد نستمع لنظهر بمظهر راقٍ و ناضج .. و خلال ذلك نعدّ له جواباً مفحماً!!! ... إلا ما رحم ربي ......
و له آثار عديدة و كارثية ... فهي سبب وراء الخلافات و عدم اتحاد الكلمة .. و تشتت الصفوف ..
له أسباب خفية تتمثل بقلة الاخلاص في طلب الحق و لا شيء سوى الحق .. و محبة إظهار النفس و إعجابها بنفسها و رأيها ..

ثم قيس على ذلك و انظر إلى الآثار المدمرة على المجتمعات نتيجة هذا المرض الخطير !!!!

أعتقد أن ما ذكر هو نتائج وليس أسباب وهي تدور حول فلك واحد بعدنا عن الفهم الصحيح لأصول الدين فللأسف غامرنا بالبناء دون أن نهتم بالقاعدة فلو كان الاساس صلباً لاستطعنا الارتفاع بالبنيان ولكن ماظننا ببناء قاعدته هشة ضعيفة
فكما هو معلوم في أساسيات التعمير والبناء بأنه كلما أردنا الارتفاع بالبناء لابد بدايةً أن نهتم بصب القاعدة التي تحمله كي لانضيع الجهد فيما لاجدوى منه ,,,,,قد يكون الرجوع الى الوراء بعد المضي صعباً ولكن يبقى أفضل بكثير من أن نكتشف في آخر المطاف أننا نقطع مسافات واشواط ولكن في الطريق الخطأ
فلابد من العودة الى الجذور وذلك بأن نعلم ونعي معاني الشهادة التي ننطقها ونأخذها بحق فنستطيع بعدها أن نعرض أنفسنا على تلك المعيقات لنزيلها فكل ما ذكر سابقاً سنجد له حلولاً في ديننا الحنيف
فحجر الأساس في قوله جلّ وعلا في سورة محمد : "فاعلم أنه لا إله إلا الله " فلو ملكناها بحقها لكانت كما يقال المفتاح الماستر لجميع الأبواب المغلقة
والله أعلم
أسأل الله أن يلهمنا الحكمة والسداد

ما ذكرته صحيح يا نورا ... و لكننا للأسف لا نعي معنى لا إله إلا الله و أبعادها في جميع النواحي : العقلية والفكرية و النفسية والاجتماعية ....
و رغم أن الكثيرين ممن يلتزمون بالدين و لهم باع من الصلاح لا بأس به ، إلا أن هذه الأخطاء و الأبعاد يقعون فيها ..
من أجل ذلك .. صار لزاماً علينا أن ننشر تلك المعاني و نحذر منها ...
و لك أن تضعيها تحت نتائج عدم إدراك أبعاد الايمان بلا إله إلا الله ..

شكراً ...
إن نريد إلا الاصلاح ما استطعنا و ما توفيقنا إلا بالله ...