الاستراتيجيات التى تساعد على تنمية التفكير الناقد داخل الصف

الاستراتيجيات التى تساعد على تنمية التفكير الناقد داخل الصف:
-------------------------------------
أ‌. استراتيجية القضايا الموضحة:

وتهتم بتشجيع التلاميذ على طرح الأسئلة على أنفسهم، ومناقشة ما توصلوا إليه مع أنفسهم ومع المدرس. وتقم هذه الاستراتيجية على المبدأ التالى: لكى نفكر تفكيراً ناقداً حول القضايا، فإننا لابد أولاً أن نكون قادرين على تحديد القضية بوضوح. وكلما كانت القضية تامة وواضحة ودقيقة فى صياغتها، كان من الأيسر لنا مناقشة جوانبها.

ويتطلب تطبيق هذه الاستراتيجية من المعلمين أن يشجعوا الطلبة على أن يتريثوا، وأن يتأملوا قبل مناقشة الخلاصات أو الحلول. وعند مناقشة أية قضية فإن المعلمين يجعلون الطلبة يسألون أنفسهم أسئلة من قبيل: هل أنا أفهم القضية؟ هل أعرف كيف أحددها؟ هل نجحت فى تحديد معالمها بوضوح وموضوعية؟ هل على أن أحلل أية أفكار؟ هل أقيم أى شئ؟ ما العمل الذى استخدمه فى التقييم؟ ما الحقائق المرتبطة وذات العلاقة بالقضية المطروحة؟ كيف أصل إلى الدليل الذى أحتاج إليه؟ (ريتشارد بول، 1997، 42).

ب‌. استراتيجية خرائط الفهم:

حيث استطاع كل من نوفاك وجوين Novak & Gowin الاستفادة من أفكار أوزوبل فيما يتعلق فيما يتعلق بالتعليم ذى المعنى فى تطوير استراتيجية مبتكرة فى تدريس العلوم ألا وهى التدريس بخرائط المفاهيم. وهى عبارة عن رسوم تخطيطية ثنائية الأبعاد، تؤكد على العلاقات بين المفاهيم فى المواقف الدراسية ضماناً لاستمرار وبقاء المفاهيم والمبادئ فى البنية المعرفية للمتعلم. وقد أوضحا أنه يجب على المعلم أن يبدأ أولاً بتقديم فكرة المفهوم، وهذه المقدمة يمكن أن تكون فى صورة تعريف مباشر للمفهوم. بعد ذلك يساعد المعلم طلابه على أن يروا بوضوح طبيعة ودور المفاهيم، والعلاقات بينها كما هى فى بنيتهم المعرفية أو فى الكتب أو فى العرض الشفوى للمعلم، ثم يقوم بمساعدتهم على استخلاص مفاهيم محددة من الكتاب أو من عرضه الشفوى، وكذلك تحديد العلاقات بين تلك المفاهيم، وحيث إن الفكرة الرئيسية من خرائط المفاهيم هى أنها تقدم طريقة لتحليل المفاهيم والعلاقات الهرمية بينها فإنه ينبغى على المعلم أن يؤكد ذلك. وترجع أهمية استخدام خريطة المفاهيم إلى أنها:

1.تساعد على ربط المفاهيم الجديدة بالبنية المعروفة للمتعلم.
2.تساعد المعلم على التركيز حول الأفكار الرئيسية للمفهوم الذى يقوم بتدريسه.
3.تساعد المتعلمين على البحث عن العلاقات بين المفاهيم.
4.تتطلب البحث عن أوجه الشبه والاختلاف بين المفاهيم.
5.المتعلم يكون مستمعاً ومنظماً ومصنفاً ومرتباً للمفاهيم.
6.تساعد على توفير مناخ تعليمى جماعى، لأنه يتطلب اشتراك المتعلمين فى تصميم خريطة المفاهيم.
7.تزود المتعلمين بملخص تخطيطى مركز لما تعلموه.
8. تساعد المعلمين على قياس مستويات "بلوم" العليا (التحليل والتركيب والتقويم) لأنه يتطلب من المتعلم مستوى عالياً من التجريد.
وقد استخدمت مها عبد السلام خرائط المفاهيم فى دراسة لمعرفة أثرها على كل من التحصيل والتفكير الناقد لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادى، حيث أوضحت الدراسة أن لها تأثيراً كبيراً فى تنمية مهارات التفكير الناقد لدى التلاميذ.

ومن الطرق التى تساعد على تنمية التفكير الناقد ما يلى:

أ‌. المناقشة الجمعية:

وتعنى اشتراك أكثر من ثلاثة تلاميذ فى مناقشة المشكلة الواحدة تحت إشراف المدرس. وتعد المناقشة الجمعية الموجهة نحو هدف معين من أحسن الوسائل التى تنمى التفكير الناقد، حيث يكون دور هذه المناقشة هو الموجه والمرشد نحو طريقة التفكير السليمة التى تحول بين الطالب والوصول إلى نتيجة ما عن طريق القفز إلى النتائج دون تسلسل البرهان. ووظيفة المناقشة الجمعية هو ربط الطالب صاحب طريقة القفز إلى النتائج بالمجموعة لأن المجموعة ستسأل كيف تأتت هذه النتيجة؟ وهذا التفكير الجمعى فى مناقشة الحلول لا يكسب الطالب عادة وزن الأفكار قبل إبدائها والتعبير عنها فحسب، بل تكسبه عادة التعاون مع الغير فكرياً حتى يستطيع الوصول إلى الغرض وهو حل المشكلة المعروضة أمامه. (أحمد زكى، 1972، 488 - 496)

وقد تم تحديد أربعة أساليب للمناقشة يرى أنها تسهم فى تنمية التفكير الناقد لدى الطلاب وهى:

•تقديم الحقائق للتلاميذ وتكليفهم باختبارها.
•فحص الحجج والبراهين المقدمة لهم.
•إتاحة الفرصة للطلاب لجمع معلومات تمكنهم من فحص الافتراضات.
•التدريب على استنباط حلول لمشكلة معينة، وتوقيع المبررات المناسبة لهذه الحلول. (مصطفى إسماعيل، 1944، 124)
ويذكر إبراهيم وجيه أنه يمكن تنمية ذلك النوع من التفكير ليس فقط داخل المعامل الدراسية، بل يمكن أن يتم ذلك خلال الحصص العادية، وأثناء مناقشة مختلف الموضوعات المدرسية. ولعل أفضل الطرق لاكتساب هذا النوع من التفكير هى صياغة الدروس فى صورة مشكلات تتطلب من التلاميذ ممارسة تفكيرهم الخاص للوصول إلى حلها.

ومن العوامل التى تساعد فى تنمية التفكير الناقد أيضاً تركيز المناهج الدراسية على المشكلات التى تهتم بالطلاب، والمشكلات البيئية والتركيز على دراسة المعتقدات والخرافات الخاطئة فى البيئة، وتشجيع الطلاب على المناقشة والبحث والتنقيب عن المعلومات، مع خلق جو من الديمقراطية داخل الفصل.