(( ركن مشكلاتنا الاجتماعية ))) : عدم قبول النصيحة

(( ركن مشكلاتنا الاجتماعية )))
( عدم قبول النصيحة ))
**********************
صورة المشكلة في المجتمع :
---------------------
شاع بيننا عدم قبول نصيحة وجهها أحدنا للآخر .. فإما أن ينظر شزراً إلى الآخر و يقول له :
من تظن نفسك؟ حتى تسدي لي النصيحة!! ألا ترى نفسك ؟..
إلى آخر ما هنالك من كلام رافض للمبدأ ذاته .. بغض النظر عن صدق هذه النصيحة أو لا ...
وهناك أفضل بقليل من ذلك ... فقد نقبل من شخص و نرفض ممن هم أقل منا شأناً أو عمراً أو من هو بمثل عمرنا ................

الصورة النفسية للمشكلة و أسبابها :
------------------------------------------
1- كل شعور و سلوك وراءه فكرة أو مبدأ .. هذا لا اختلاف فيه عند علماء النفس و من يعرف مكامن النفس و طرق تغييرها، و كما كان نهج الرسول عليه السلام بتغيير الأفكار الجاهلية واستبدالها ..
و من هذا المنطلق لنسأل أنفسنا عند تحليل أي مشكلة :
ماهي الفكرة وراءها ؟؟
2- لنبحث عن أسباب رفض النفس للنصيحة :
- تنظر لنفسها أنها لا تخطئ .
- تعتبر النصيحة امتهان لها .
- تنظر للآخر بعدم احترام.
- عدم فهم لفكرة أن الإنسان لا يتطور إلا إذا عرف أخطاءه و عمل على تفاديها واصلاحها.
- عدم فهم لفكرة أن تقبل النصيحة ومعرفة الأخطاء هو صمام أمان للنفس كي ترقى في مدارج الصالحين والواصلين إلى الله وهو السبيل الأمثل والأسرع للوصول.

الحل للمشكلة :
------------------
هذه الأفكار التي يمكن أن تكون وراء عدم تقبّل النصيحة... فلو استبدلناها بالأفكار الصحيحة التي تنهض بالفرد و تتطوره كما عرف الغرب ذلك فنادوا بالتغذية الراجعة و التقييم الفردي والأقران.... من أجل التطوير للمصلحة المادية و لللأسف غفل عنها المسلمون الذي هو من صلب دينهم :
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ...)
فظنوا أن الآية تعني فقط أمر هذه بالحجاب و ذاك بالصلاة ...فقط!!!!!!! و لم يدركوا أن صمام أمان المجتمع الإسلامي هو قبول النصيحة والنقد ... من أجل استمرار تمكين الأمة مع استمرار تطورها و سموّها لأنها تسمع للآخر الذي قد يرى من عيوبها مالا تراه هي نفسها..
كما أن حقيقة أن ( كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون )
حقيقة يجب أن تستقر في القلب والعقل و المنظومة النفسية فلا يستكبر أحد على الاعتراف بخطأه مهما علت منزلته.
هذه الحقيقة هامة جداً يجب أن ترسخ منذ نعومة أظفارنا و نحرص على أن تكون هي و مبدأ قبول النصيحة للتطوير والفائدة من ألف باء تربيتنا لأولادنا و مدارسنا ... على أن يطبقه أولاً المربي والمعلم و مدير الشركة و الداعي غلى الله و الشيخ ...
عندها فقط يمكن أن تختفي ويصبح عملنا أكثر نضجاً و تطوراً واتقاناً و مجتمعنا متماسكاً و يستحق الوعد الإلهي.

إن المحن التي تمر بها الأمة ككل في مختلف البلاد .. تعني أن علينا وقفة تأمل .. في الأخطاء التي أدّت إلى ما نحو عليه ... حتى نعود للسكة والصراط الذي يرتضيه الله .. لا الذي نظنه نحن أنه هو الدين.