مبدأ سماع وتقبل الآخر و إرادة الحق و لو كان مع غيره

من أبسط الشروط التي يجب أن تكون لدى المفكر .. هو هذا الشرط والمبدأ ...
و الغريب رغم معرفة جميعنا لذلك .. لكننا للأسف نلجأ إلى عكسه ...
كنت أستغرب و أنا صغيرة قراءتي لأقوال العلماء السابقين و فرحهم بأن يظهر الحق ولو كان على لسان غيرهم .. كنت أستغرب وأقول لماذا و أين هي البطولة .. بديهي من مفكر أو عالم أن يفرح لظهور الحق ... كنت صغيرة و لم أعي صعوبة و مشقة ذلك على العالم أو المفكر أو الداعي المشهور... أن يقول أنا مخطئ .. و غيري مصيب...

الفطرة قبل أن تختلط بأمور الدنيا كانت تريني أن ذلك بديهي ... عندما كبرت و مارست الحياة عرفت البطولة في أقوال هؤلاء العلماء المخلصين.

قد يعتد امرأ برأيه لأنه ظن أنه قد أشبعه دراسة و عمّق في فهم كافة حيثيات الموقف لذلك فهل يملك لكل سؤال جواب و حجة .... قد يكون في بعض الأمور صائباً لكن ذلك يجب ألا يمنعه من عدم سماع الآخرين ... فلا أظن أن أحد منا لم يغير مرة موقفه من أمر ما منذ شبابه إلى نضجه ...
إن الفكرة التي لا تدعنا نقبل الآخرين أو نسمع أراؤهم هي فكرة صواب رأينا ... و لنسأل أنفسنا من أين جاءتنا ؟
هل نسينا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم خطاء ....
إذن لا يجب أن نفترض مهما علت مرتبتنا في العلم أو الخبرة أو المراكز الاجتماعية أن نفترض تلك الفرضية : أننا على صواب دائماً ... بما حبانا الله به من علم و خبرة و ذكاء...
إننا عندما نفعل ذلك نكون قد سقطنا في حفرة سقط بها كثيرون .. و هي جنس العمل والقول الذي لقن الله فيه نبيه موسى أن فوق كل ذي علم عليم .. في قصته مع سيدنا الخضر في سورة الكهف ...

اللهم اغفر لنا اسرافنا في أمرنا و سدد اللهم عملنا وقولنا .............و الحمد لله رب العالمين